يرى أن المواطن المصرى ما هو إلا مجرد ورقة، ولهذا قرر أن يجعل من هذه الورقة مشروع عمره الذى وظف فيه خلاصة موهبته فى رسم الكاريكاتير وتأليف الكوميكس، بحيث يمارس النقد الساخر لأحوالنا ومشاكلنا الاجتماعية .. إسلام جاويش الذى بدأ مشواره من صفحة خاصة على الفيس بوك تحمل نفس الاسم "الورقة"، حيث نجح فى جذب أنظار الجمهور لرسوماته وأعماله الورقية التى تنقل رسالة ما.. ومؤخرا أصدر جاويش كتاب "الورقة" عن دار تويا للنشر، وقال فى الإهداء: "لكل شخص متعكنن.. لكل أب مخنوق من ولاده.. لكل زوجة نكدية.. هو مجرد محاولة لإعادة تأهيلك.. من شخص بائس.. لشخص أبأس".. الحوار التالى معه يلقى الضوء على تفاصيل أخرى من موهبته .. المواطن فى نظرى مجرد "ورقة" والنقد الساخر أشبه بفكرة التعليم عن طريق الصدمة كتاب "الورقة" هدفه توثيق الأحداث وحماية التاريخ من التزييف حوار: إسراء عادل كيف بدأت موهبتك مع رسوم الكاريكاتير الساخرة؟ بدأت حياتي كرسام صغير، وتلقيت كل التشجيع من عائلتى حتى أستمر فى هذه الهواية وأنميها وكنت أرسل أعمالي عبر البريد للصحف والمجلات دون أن تحظى بالنشر، فقررت أن أتوقف عن إرسال أعمالي مرة أخرى، وأثبت نفسي بنفسي دون مساعدة من أحد، وبدأت أتجه للرسم مستخدمًا برنامج "digital out" ولكن الجمهور لم يكن قد سمع عنه بعد، فقررت أن أطور من نفسى لكى أنجح، والاختلاف الوحيد هو أن الرسم يتم من خلال "التابلت" بدلا من الورق, والنجاح في هذه الطريقة يكون بكيفية استخدامك للخطوط التى تقوم بإيصال الرسالة المستهدفة للجمهور.. وبدأت أكتسب خبرات الآخرين وأعلم نفسى بنفسى مستخدما الإنترنت، ثم اتجهت لعمل الكاريكاتير السياسى فى الصحافة، ومنها إلى التصوير الصحفى، ثم قررت أن أكون أول شخص فى الوطن العربى ينتج مشروعا بهذا الشكل وهو "الورقة". لكن الكاريكاتير بالنسبة لك هواية أم مهنة؟ هواية ليس أكثر، فقد تربيت في عائلة فنية وبدأت الرسم منذ الخامسة من عمري، وكنت أتدرب على رسم شخصيات الكارتون المفضلة لدي في وقت فراغي، وهذا أثر على دراستي في الثانوية العامة، ولكن خلقت فكرة وطورتها. لماذا لم تفكر فى إصدار جريدة ورقية يومية تجسد مدرستك الخاصة فى الرسم والتعبير، كما فعل من قبلك "مصطفى حسين" و "صلاح جاهين"؟ أنا "ماسك العصاية من النص" لست معارضًا ولا مؤيدًا؛ لأننى أتكلم عن نبض الشارع المصرى، ولا أريد أن أخضع لقيود مهنية أو لأى سياسة تحريرية لأى صحيفة، لكننى مقتنع تمامًا أن الصحافة الورقية تحتضر الآن. . من هو مثلك الأعلى من الفنانين؟ فنانون كثيرون كانت لهم إسهامات ومدرسة فنية وتعبيرية تميزوا بها، فعلى سبيل المثال مثلى الأعلى الراحل صلاح جاهين وأيضا طوغان، لكن بالنسبة لخارج مصر"والت ديزنى". في الفترة الأخيرة كانت معظم رسوماتك تتجنب الشأن السياسي، لماذا؟ بدأت أركز على القضايا الاجتماعية في الفترة الماضية، وكانت أعمالي معظمها نقدا سياسيا وسخرية على الواقع المصري، وبدأت أتجه للواقع الاجتماعي من أجل ”راحة دماغي”. فى رأيك إلى أى مدى يساهم النقد والسخرية فى علاج عيوب الواقع؟ فى أوروبا يقوم رواد التعليم باستخدام نظام التعليم بالصدمة؛ حتى يتعلم الأطفال التعليم الصحيح، وذلك لكى يقيسوا مدى شغف الطفل بالتعليم؛ وعلى أساسه يقومون باستخدام الطرق المناسبة له حتى يستوعب ما يدرس, من هنا أرى أن ما يحدث فى النقد الساخر سواء كان كاريكاتير أو حتى مقالات أشبه بفكرة التعليم بالصدمة تمامًا، فهذا اللون من النقد ينقل السلوكيات السبيلة اليومية للمجتمع، من خلال رسمة أو مجموعة كلمات تحمل رسالة معينة، ولكن فى المقابل قد تثور موجات الغضب من بعض الفئات؛ ظنًا منهم أننا نسخر منهم، ولكن بعد ذلك يقولون: إنهم- لاإراديًا- يضحكون، وهذا ما اعتمدت عليه فى رسوماتى، وهو أننا يجب أن نستثمر كل أوقاتنا فى معالجة مشاكلنا الداخلية، بدلا من الاهتمام بالكلام فى السياسة، وفى النهاية لن نصل إلى أى شىء. كيف جاءتك فكرة الورقة، خاصة أنك اعتمدت فيها على الكاريكاتير بطريقة غير تقليدية؟ الورقة عبارة عن كادر واحد ولكن مكرر, وهو كنوع فنى لست أنا من اخترعه، ولكنه مشهور جدًا فى العالم ويسمى stick figure ومعناه الرسم بالعصى, ولكن حتى تصل الفكرة للناس يجب أن يكون الرسام نفسه قادرا على استخدام تلك الخطوط بشكل يبهر ويحوز إعجاب الجمهور، ولهذا فقد اعتمدت أولاً: على "line of action" وهو كيفية عمل تعبيرات الوجه مع الجسم أثناء الحركة، وثانيًا : expressions مما يعنى كيفية انفعال الشخصية أثناء الحركة. ماذا تقصد بعبارة "المواطن المصرى عبارة عن ورقة"؟ المواطن المصرى عبارة عن ورقة لأننا نولد بورقة، ونلتحق بالجامعة بورقة، وحتى عندما نموت يكون بورقة. ما هدفك الأساسى وراء طباعتك لكتاب "الورقة"؟ هدفى الأساسى أن أكون واحدا ضمن من يقوموا بتوثيق التاريخ من خلال "الورقة"؛ وهذا لأننا خلال الأربع سنوات الأخيرة مررنا بأحداث كثيرة تحتاج لتوثيق، ولهذا يجب أن نحترس ممن يسعون لتزييف التاريخ. وأتمنى أن يعود الجمهور لشراء كتب الكوميكس كما كانوا يفعلون فى السابق، حيث كانوا يشترون مجلات الكوميكس ل"أحمد رجب" و"مصطفى حسين" ولكن بعدها اختفت ثقافة الكوميكس لدى الجمهور, كما أسعي أن تصل الورقة للعالمية، ولا تكون قاصرة على مصر والعالم العربي فقط، وأنا أعمل حاليًا فى مسلسل تليفزيونى قصير حتى أعرضه فى رمضان وهو من إنتاجى وأتمنى أن ينجح.