استطاع الفنان الشاب إسلام جاويش أن يجذب قطاعا كبيرا من الشباب بأعماله الساخرة الخفيفة التي تناقش العديد من المشكلات الاجتماعية والمشكلات العاطفية والعادات والتقاليد كالسبوع والخطوبة ، وكذلك التطرق إلي المشكلات السياسية مثل الانتخابات والحوادث اليومية ونشطاء الفيس بوك، العادات الإليكترونية الشائعة مثل استخدام التطبيقات الحديثة والفيس بوك والإنترنت ومنها ، والاستخدامات المبالغ فيها للفيس بوك والانستجرام. وتعتبر أعمال جاويش الكوميدية الساخرة من أشهر الأعمال الفنية الخفيفة التي يتم تداولها مئات المرات يوميا ، حيث تقترب من أسلوب الشباب في الكلام والتعبير وتعكس واقع مجتمعه واللغة التي يستخدمونها . التقينا بإسلام وكان لنا معه هذا الحوار.. متي بدأت فكرة الورقة ؟ وكيف نمت الفكرة منذ بدايتها؟ بدأت الصفحة في ينايرالماضي، وقد جاءت بداية الانتشار قبل ذلك من خلال صفحتي الشخصية ، حيث رسمت أول اسكتش ورفعته علي صفحتي في محاولة التعبير عن رأيي بشكل جديد، ولقي قبولا لدي المتابعين، بعد فترة بدأت الرسومات تنتشر، وأخذت الكثير من الصفحات الأخري تنقلها عني دون الإشارة إلي المصدر، ومن هنا قررت إنشاء الصفحة وأطلقنا عليها اسم "الورقة"، وكان الهدف من إنشائها التعبير عما يدور حولنا والحالة التي نعيشها عن طريق رسومات ذات تفاصيل بسيطة في إطار كوميدي قريب من الناس، ونحن كذلك نسعي إلي دفعهم للتعبير عما يدور بداخلهم عن الطريق الرسم أو الكتابة. منذ بداية عملك بالورقة كم عدد الأعمال التي قدمتها ؟ وكيف تنتقي موضوعاتك؟ أكثر من 1000 اسكتش، وتقوم الأعمال علي نقد ساخر للمشكلات الاجتماعية والسياسية وجميع جوانب الحياة المصرية والمواضيع الخارجة عن المألوف، وتعتبر الورقة نافذة حرة للتعبير عن الواقع المصري بدون إسفاف أو انحياز لأحد.. وأختار موضوعاتي من خلال القضايا الساخنة في مصر أو المواقف التي نصادفها في حياتنا اليومية . كيف بدأت حكايتك مع الفن ؟ بدأت وأنا في الخامسة من عمري، فعائلتي أغلبها فنانون تشكيليون وقد ورثت الموهبة عنهم وحاولت تنميتها وكان للعائلة الفضل في ذلك، وكنت أحلم بالالتحاق بكلية فنون جميلة أو تربية فنية ، لكن الحظ لم يحالفني للأسف بسبب نتيجة امتحان القدرات بالثانوية العامة، لذا قررت الالتحاق بكلية خدمة اجتماعية، لكن ذلك لم يمنع حبي للفن . قدمت عددا من الشخصيات من خلال مشروع الورقة فهل يمكن أن تحدثنا عنها؟ ظيظو هو شخصية مميزة حتي في كلامه.. بسيط وفي نفس الوقت يعبر عن الجزء الواضح من واقعنا .. اللامبالاة والتناقض .. دائماً مبتسم للحياة وهو أقوي رد فعل علي الواقع الذي نعيشه حاليا. كولمن .. شاب شعبي، إنما سكسك فهو الضاحك دائماً، وبالنسبة لفرج "المخبر" فهو تعبير عن القبضة الأمنية وحضوره خفيف ولذلك يحبه الجمهور جدا ، أما صفية وصابر فهما عجوزان من الثلاثينيات يتابعان آخر ما وصلنا إليه من تطورات تكنولوجية، ونقارن بين الماضي والحاضر من خلالهما. أحيانا تتداخل شخصيتك مع شخصيات الورقة ؟ حدثني عن تلك التجربة؟ كانت الفكرة التي تسيطر علي منذ فترة طويلة دمج الواقع بالخيال .. وقد شاهدت تلك الفكرة في عدة أعمال ولاقت نجاحا كبيرا، فبدأت أفكر في تنفيذها داخل الاسكتشات ، فقمت بتصوير نفسي، ورغم أنني لا أجيد التمثيل لكنني أحياناً أقوم بتمثيل الشخصيات قبل رسمها، وهذا ما قمت به بالفعل، وأخذت الصور وركبتها في الاسكتش .. وطلعت كويسة الحمد لله وبالفعل لاقت نجاحا كبيرا وقد أحب الناس الفكرة جدا .. بدأت بتقديم فيديوهات لمشروع الورقة؟ فهل تتحول الورقة إلي عالم التحريك أم تظل ما بين الرسم والتحريك ؟ بدأت بالفعل بتحريك بعض الاسكتشات، ومن خلال آراء الجمهور وضعت يدي علي بعض التعديلات في التحريك والشخصيات، وبالفعل حققت قبولا هائلا، وسوف تظل الورقة بين الرسم والتحريك، حيث أستعين بالتحريك عندما يكون الحوار طويلا جدا لا يمكن ترجمته علي ورقة .. لذا تتحول الفكرة لفيلم كارتون. كيف تري الفيس بوك كنافذة لأعمال الفنان ؟ مما لا شك فيه أن الفيس بوك ساعدني كثيرا في تحقيق الانتشار، ولولا فضل الله ثم وسائل التواصل الاجتماعي ما كان للفكرة أن تحقق هذا النجاح ، فالفيس عبارة عن منصة انطلاق للمحتوي .. يشبه مسرحا وفيه جمهور، وأنت أمام الجمهور تحاول تقديم لهم الشيء اللائق .. وهم من يقيمون العمل. قدمت بالفعل كتابين يجمعان بين الرسم والكتابة فهل تتحول الورقة قريبا إلي كتب؟ أول كتاب "الراجل اللي واقف ورا الكتاب" كان سنة 2011 سنة الثورة وكنت أحكي من خلاله عن الثورة ، أما "لبن العصفور" فقدمته عام 2012 وكنت أحكي من خلاله عن ذكريات الطفولة لجيل الثمانينات والتسعينات مع بعض المقالات الاجتماعية التي لا علاقة لها من قريب أو بعيد بالسياسة. وقد سعدت بالتجربتين جدا رغم عدم تحقيق مبيعات. أما فيما يتعلق بالورقة فهناك فكرة تحويلها لسلسلة من الكتب، لكن لابد من دراسة هذا الأمر نظرا لتراجع سوق الكتاب الورقي في مقابل الإليكتروني . مشاريعك المستقبلية فيما يتعلق بالورقة؟ أحاول أن أسير علي خطي ديزني ، فأنا أضعه أمامي مثالا للنجاح، فكما بدأنا بفكرة الورقة ونجحت هذا النجاح وعمرها مجرد شهور ، هناك الكثير والكثير أمامنا، فأفكر حاليا في ترجمتها للغات أخري، غير أن هناك الكثير من المشاريع الأخري في مجال الكوميكس غير الورقة.. وأنا أؤمن بالنجاح من خلال تطوير الأفكار وتحديد الأهداف، وربما كان هذا هو السبيل الوحيد للنجاح رغم المجهود الرهيب الذي نبذله خلال الرحلة .