سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في الليلة الختامية للسيدة نفيسة.. العارفة بالله حفظت القرآن في سن الثامنة..عاصرت الإمامين «ابن حنبل ومالك».. «الشافعي» طلب دعاءها عند مرضه.. بشرها النبي بالموت في مصر.. وفيضان النيل أبرز كراماتها
يختتم الآلاف من أتباع الطرق الصوفية ومحبى آل البيت، اليوم الأربعاء، احتفالاتهم بمولد السيدة نفيسة، ومن المقرر أن يحيى الليلة الختامية الشيخ ياسين التهامى، ونجله نقيب المنشدين الشيخ محمود التهامى. وبهذه المناسبة العطرة ترصد "فيتو" أبرز 20 معلومة عن حفيدة الإمام علي كرم الله وجهه. نفيسة العلم هي السيدة نفيسة بنت أبي محمد الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن السبط بن الإمام علي كرم الله وجهه، ومن ألقابها "نفيسة العلم".. و"كريمة الدارين"، أما أبوها فهو الحسن الأنور الذي اعتاد الجلوس في البيت الحرام، وذلك لكي يعطي للناس دروس العلم، ويناقشهم في أمور الفقه، ويتدارسون علوم القرآن. ولادتها وُلدت بمكة المكرمة يوم الأربعاء 11 ربيع الأول سنة 145 من الهجرة، وتقول الرواية إنه عند ولادتها قدم رسول الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وترجّل عن فرسه، ثم دخل المسجد الحرام، وشقّ الصفوف حتى وصل إلى الحسن الأنور، ثم أخرج من جعبته كتابًا، ورفع إليه مع الكتاب هدية الخلافة وكانت عبارة عن كيس كبير يحتوي على 20 ألف دينار، وقرار بتولي والدها إمارة المدينةالمنورة. طفولتها كانت طفولة السيدة نفيسة مرتبطة بالقرآن والسنة واصطحبها أبوها وهي في الخامسة من عمرها إلى المدينة، وأخذ يلقنها أمور دينها ودنياها، فحفظت القرآن، ولقّنها حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وسمعت سير الصالحين، وصفات المتقين، ولم يقتصر في تربيتها على الحفظ والرواية، والدراسة والتلقين، بل حرص على أن يجمع في تربيتها بين القول والعمل، وفرغت من حفظ القرآن ولم تبلغ الثامنة من عمرها. شبابها عاصرت السيدة نفيسة في شبابها الكثير من العلماء وأئمة الفقه وعلى رأسهم (بشر بن الحارث) المعروف بالحافي، و(الإمام أحمد بن حنبل)، و(الإمام الشافعي)، و(الإمام مالك) و(عبد الله بن الحكم)، و(أبي سعيد سحنون بن سعيد الفقيه المالكي، والربيع بن سليمان المرادي من أصحاب الشافعي، والربيع الجيزي)، وغيرهم الكثير. وفي شبابها خطبها إسحق المؤتمن بن جعفر الصادق، أحد أحفاد الحسين، وقبل أن يتقدم لخطبتها بعث والد السيدة نفيسة إليها وقال: لقد رأيت الليلة جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحسن صورة يُسلّم عليّ ويقول لي: "يا حسن زوّج نفيسة ابنتك من إسحق المؤتمن"، وعلى ذلك تم زواجها يوم الجمعة في الأول من شهر رجب سنة 161 للهجرة. حبها لمصر جاءت السيدة نفيسة إلى مصر واستضافها جمال بن الجصاص، أحد وجهاء مصر في ذلك الوقت، وظلت بها لفترة وحين أراد زوجها "المؤتمن" الرحيل إلى الحجاز قالت له: "لا أفعل ذلك إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال لي: لا ترحلي من مصر فإن الله تبارك وتعالى متوفيك فيها". شهادة بنت أخيها كانت السيدة نفيسة مجابة الدعوة وتقضي نهارها كله بالصيام وليلها بالقيام، واشتهرت بأنها عفيفة النفس ولم تمد يدها لمخلوق طوال حياتها وكانت تنفق على نفسها وأهل بيتها من مالها أو مال زوجها، أو ما يأتيها مما تغزله بيدها. وتقول "زينب" بنت أخيها: خدمتُ عمتي السيدة نفيسة 40 عامًا فما رأيتها نامت بليل، ولا أفطرت إلا العيدين وأيام التشريق فقلت لها: "أما ترفقين بنفسك؟ فقالت: كيف أرفق بنفسي وأمامي عقبات لا يقطعهن إلا الفائزون". نهر النيل وكراماتها تعددت كرامات السيدة نفيسة خلال وجودها في مصر وكان أبرزها حين توقف النيل بمصر في زمنها، فجاء الناس إليها وسألوها الدعاء، فأعطتهم قناعها، فجاءوا به إلى النهر وطرحوه فيه، فما رجعوا حتى فاض النيل بمائه وزاد زيادة عظيمة. كرامة أخرى اختصت بها السيدة نفيسة الإمام الشافعي حين مرض فأرسل إليها يسألها الدعاء فدعت له دعاءً عوفي على إثره بعد ذلك. لحظة وفاتها أصاب السيدة نفيسة المرض في رجب سنة 280 ه، وظل المرض يشتدّ ويقوى حتى رمضان، فبلغ المرض أقصاه، وأقعدها عن الحركة، فأحضروا لها الطبيب فأمرها بالفطر، فقالت: واعجباه! إن لي ثلاثين سنة وأنا أسأل الله أن يتوفاني وأنا صائمة.. أفأفطر؟ وكان وراء ستار لها قبر محفور، فأشارت إليه وقالت: هذا قبري، وها هنا أُدفن إن شاء الله، فإذا متُّ فأدخلوني فيها، فلمّا فاضت روحها الطاهرة الشريفة دفنت في قبرها الذي حفرته بيدها، وذلك بعد موت الشافعي بأربعين سنة.