أفتى الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، أن تصريحات المستشار أحمد الزند وزير العدل، وقول: «هحبس كل مخطئ ولو كان نبي»، لا يعد استهزاء بالنبي. وقال برهامي: «لا يجوز بلا شك، وهو خلاف ما أمر الله به مِن تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن كون هذا سبًّا أو استهزاءً أو سخرية بالرسول صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس بظاهر السياق الذي تَكلم به، وقد سمعتُ المقطع الذي قال فيه ذلك، ولا يَظهر منه قصد الاستهزاء أو السب كما يقوله البعض، ويحملونه على أنه داخل في الآية الكريمة: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ) (التوبة:65)، وفي كلام أهل العلم في ردة الساب والمستهزئ». وأضاف نائب رئيس الدعوة السلفية، في تصريحات صحفية: «ولا نزاع في أن الساب أو المستهزئ بالنبي صلى الله عليه وسلم مرتدٌ، وإنما النزاع في قبول توبته ظاهرًا، ونحب أن نبيِّن أن كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في عدم قبول توبته ظاهرًا مع قبولها باطنًا، وتحتُّم القتل، ليس إجماعًا مِن أهل العلم، بل هو ترجيح شيخ الإسلام، لكن نقول: الكلام هنا على أن ما صدر منه: هل هو سب أو لا؟ وهل هو استهزاء أم لا؟ فالحكم الشرعي لا خلاف فيه، إنما الخلاف في التطبيق على الواقع بالنظر إلى نص العبارة وسياقها، والذي يظهر جدًّا، خصوصًا مع استغفاره». وتابع: «ومِن سياق كلامه أنه ليس سبًّا ولا استهزاءً، وصيغة لو لا يلزم منها التحقيق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا) (متفق عليه)، فهل هذا سب لفاطمة رضي الله عنها أو استهزاء بها أم تأكيد على أن الحدود والعقوبات الشرعية تقام على كل أحد مهما كان قدره». واستطرد برهامي: «ولو كان مَن تكلم به مِن أصلح الناس، فالسياق مهم للغاية في ذلك، ومع كون السياق كان لا يصح ولا يجوز استعمال هذه العبارة المذكورة فيه، إلا أنه ليس سياق استهزاء وسب للنبي صلى الله عليه وسلم، فلا يجوز التكفير بمثل هذا، وأتعجب مِن الجرأة العجيبة مِن الكثيرين، وليسوا مِن أهل العلم والفتوى، على التكفير دون تثبُّت ومعرفة للاحتمالات ونظر في السياق، وخاصة مع تصريح الرجل بنفي قصد الاستهزاء أو السب تصريحًا لفظيًّا وكتابيًّا، ولا يعني ذلك الدفاع عن كل تصريحاته أو أفعاله، فهذا شأن والتكفير شأن، وكل يؤاخذ بما يقول ويفعل، لكن أمر التكفير عظيم، ولا بد مِن الاحتياط فيه، هدى الله الجميع إلى سواء السبيل».