مراسم خاصة لاستقبال «الوافد الجديد».. و«سفينة» هو الحاكم بأمره اداخل الحجز» 150 جنيها شهريا لبلطجى التخشيبة والأسعار «اضرب × 2» شحن الموبايل ب15 جنيها وتهريب شريط الترامادول ب«100 جنيه» وعلبة العصير الممزوجة بالمخدرات ب300 جنيه ليس مهما أن تكون مدانا أو بريئا، يكفي أن يتم الدفع بك إلى حجز أحد أقسام الشرطة، لترى ما لن يسرك، وليصيبك بالقهر ما تبقى لك من حياة، هذا إن كتبت لك الأقدار عمرا جديدا. فور دخولك الحجز.. سوف يتناهى إلى سمعك همهمات منفرة وأصوات بغيضة، وتلميحات بذيئة، مثل: "العروسة شرفت"، ينطقها بلطجى الحجز لإرهابك وإخضاعك لسيطرته وأوامره ونواهيه، وإذا رفضت فالويل لك، فقد تفقد أعز ما تملك في لحظة غادرة، وفى مشهد لا تفعله الحيوانات فيما بينها. بلطجى الحجز، المشمول برعاية البيه الضابط، يأمر معاونيه باستقبال الضيف الجديد، والحصول على بياناته وملابسات ضبطه والقضية التي حضر بسببها، ثم يرهبونه بعبارة مفهومة لا تخرج عن: "فين مهرك ياعروسة، تحبى تنامى على الضهر واللا البطن واللا الجنب وكله بسعر؟" وبعد مفاوضات وشد وجذب يتم الاتفاق على أن يدفع الأخير إتاوة لا تقل عن 150 جنيها شهرية كإتاوة لزعيم الحجز، حتى يدخل في حمايته ولا يتعرض لسوء وحتى لا ينام في الحمام أو بالقرب منه، وهناك بلطجية يفرضون على الضيف الجديد إتاوة يومية تبدأ من 20 جنيها وتزيد كل يوم 10 جنيهات. إذا حاول الوافد الجديد الاعتراض على بلطجى التخشيبة، فإن الأخير يستأسد عليه، ويأمره بالرقص، أو ارتداء قميص نوم، وإذا واصل الاعتراض، فقد تقع الواقعة، ويحدث ما لا يحمد عقباه! وبحسب روايات أشخاص تم احتجازهم، فإن بعض الأشخاص يتحسبون لدخول الحجز بالتسلح بمطواة أو سكين صغيرة أو ملعقة حادة أو شفرة لحماية أنفسهم من بلطجى التخشيبة، وقد يتنافسون على زعامة الحجز، والغلبة تكون لمن يحسم تلك الجولة لنفسه. وداخل مقار الحجز يضطر المحتجزون إلى قضاء حاجتهم في جرادل أو أكياس، كما يتسبب التكدس والازدحام في مشادات ومشاجرات عنيفة تحت سمع وبصر ضباط القسم، وإذا أصيب أي منهم يتقاعس الضباط عن نقله إلى المستشفى خشية المساءلة بحسب عدد من شهود العيان. ومن المصطلحات السائدة داخل عالم الزنازين، "السفينة"، وهو: عسكري الحجز، الذي يتولي توصيل المأكل والمشرب وأي متطلبات أخرى تحضرها أسرة المحتجز، وفي المقابل ينقل طلبات ورغبات المحتجز إلى أسرته أو معارفه، ويحصل نظير ذلك على مبالغ مالية تختلف باختلاف نوع الطلب أو السلعة المطلوب إدخالها أو تهريبها إلى داخل الحجز، فمثلا شحن بطارية التليفون المحمول يتكلف من 10 إلى 15 جنيها، وفى بعض مقار الاحتجاز يؤجر السفينة هاتفه للمحتجزين نظير 200 جنيه يوميا على الأقل. أما أسعار إدخال الممنوعات مثل الأقراص المخدرة ومنها الترامادل فإن السفينة يحصل على 50 جنيها مقابل تهريب الشريط الواحد و100 جنيه عن قرص الحشيش وعلبة العصير الممزوجة بالبرشام فتتراوح بين 200 - 300 جنيه، و50 جنيها مقابل تنبيه المحتجزين بعمليات التفتيش.