في الوقت الذي نسمع تصريحات رنانة تفيد القضاء على الفساد وتنشيط السياحة الداخلية والخارجية والحفاظ على الآثار، تجد منطقة آثار الدقهلية "تل تمى الإمديد" منهوبة ومسلوبة وحالتها متدنية على مرأى ومسمع من الجميع. فبالرغم من أهمية هذا التل لم يعترض أحد من المسئولين على تسليم مساحة 24 فدانا و16 قيراطا و4 أسهم وتم استكمال إهدار هذا التل المهم وعندما تقدم مدير منطقة آثار الدقهلية (سالم البغدادي) بتسليم مساحة خمسة أفدنة أخرى لصالح مجلس مدينة تمى الإمديد اعترضت اللجنة الدائمة للآثار المصرية وقررت الاكتفاء بما تم جسه وثبت خلوه من الآثار بتاريخ 29 أبريل 2015. وقرر رئيس قطاع الآثار المصرية نفس القرار، وتم تشكيل لجنة برئاسة بعض الأثريين ومهندسي المساحة والأملاك بالوزارة، وأثناء تفقدهم المنطقة ثبت لهم عجز مساحة التل أربعة أفدنة مع وجود بعض الإشغالات على التل البكر وعند مطابقة المساحة المتقدم بها سالم البغدادي فوجئت اللجنة بأنها ليست المساحة التي وافقت عليها اللجنة عام 1993، وأيضًا وجد مسطح مغمور بالمياه مساحته 700 متر من التل البكر قام أحد المواطنين بالاستيلاء على تلك المساحة عام 1999 وقام باستصلاحها وزراعتها. وكلف سالم البغدادي بعض الأثريين لمراقبة حفر أساسات منزل أحد المواطنين بقرية بني خاس، والتي تقع على بعد 300 متر شمال تل الربع (منديس)، وخلال مراقبة الأثريين لأعمال الحفر تم اكتشاف 30 قطعة أثرية ترجع للعصر اليوناني والروماني، مع العلم أنه من قام بتسليم تلك المساحة من قبل كان نفسه المدير الحالي عندما كان كبير مفتشي المنطقة وكان رئيس البعثة المصرية فكيف كتب تقريرًا ثبت فيه أن هذه المساحة ثبت خلوها من الآثار، ولا مانع من استغلالها بالرغم من وجود لوائح وقوانين بعدم أعمال الإحلال والتجديد إلا بموافقة اللجنة الدائمة للآثار ولم يعرض عليها هذا الموضوع. واستكمالا لإهدار المال العام والإهمال تم تسليم رئاسة مجلس ومدينة تمى الإمديد مساحة تقارب الفدان ونصف الفدان من الجهة الغربية للتل لاستغلالها لتجميع قمامة المركز وتحول التل من تل أثري إلى تل قمامة، فلم يورثنا أجدادنا تلولا للقمامة بل ورثونا حضارة نفتخر بها أمام العالم. وأكد الأهالي أن منطقة آثار الدقهلية بتمى الإمديد غير قادرة على حماية التل وما به من آثار، مشيرين إلى أن التل تعرض للعديد من السلب والنهب للآثار التي توجد به على مرأى ومسمع لمسئولين، ويناشد الأهالي بتمى الإمديد الرئيس عبدالفتاح السيسي بإنقاذ ما يمكن إنقاذه من تراث وحضارة يسعى الفاسدون لطمسها ونهبها. يذكر أن تمى الإمديد كانت عاصمة مصر في عهد الأسرة 29 بقيادة الملك أحمس الثاني وكانت تبلغ مساحة التل 207 أفدنة وكانت عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلى، ويعتبر من أهم تلول الوجه البحري وحكمت مصر قرابة العشرين عاما، وكان أول ملوكها (نفرتيس) الذي لعب دورًا كبيرًا في مقاومة الفرس وكانت مقرا لعبادة الإله (آمون رع) في صورة الكبش (خنوم).