على غير العادة رجعت من عملي مبكرًا، وبمجرد أن فتحت باب المنزل إلا وفوجئت بالمفعوص أبو نص لسان أمامي، "فيس تو فيس"، وقد تغيرت معالم وجهه، وظهرت عليه تضاريس جديدة زرقاء قاتمة، وشديدة الإحمرار، وكأنه اصطدم بقطار من قطارات "مرسي" و"قنديل"، أو أخذ علقة ساخنة على يد جماعة "الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف".. فسألته: - اللي في وشك ده حقيقي، ولّا عملية تجميل؟! - لا وأنت الثادق.. ده "فوتوشوب"..!! - مش طالبة استظراف.. إيه اللي في وشك ده.. حادثة ولّا خناقة.. جاوب من غير كدب؟! - لا دي ولا دي.. - أومال إيه؟ - الأبلة ضربتني.. - أكيد معملتش الواجب.. أو ضايقتها زي عادتك.. - أبدًا والله يا بابا.. أنا كنت معاها في منتهى اللطف وأنا "بحضنها"..! - بتحضنها؟! - أيوه يا بابا بحضنها.. فيها إيه دي؟ - فيها مصيبة.. أنت اتجننت ولّا إيه.. وهي وصلت بيك البجاحة، وقلة الأدب إنك تحضن الأبلة بتعتك..! - بجاحة إيه بث يا حج.. هو اللي بيعمل الثح، وبينفذ كلام الريث يبقي بجح، وقليل الأدب؟! - ليه يا طويل اللسان.. هو الريس قالك أحضن الأبلة بتاعتك؟! - مش بالظبط كده.. لكنه قال "ألا بالحضن تبلغ ما تريد.. وب"البوس" يلين لك الحديد".. وكمان قال في حواره الأخير مع التليفزيون المصري "إنما الأمم الأحضان ما بقيت". - انت متأكد إن مرسي قال الكلام ده..؟ - مش بالظبط.. لكنه قال إحنا في مرحلة ثعبة، ولازم كلنا نحب بعض، ونحضن بعض، عشان نعدي من عنق الزجاجة.. - وطبعا الكلام جالك على الطبطاب.. - طبعًا.. وقولت الواحد لازم يبدأ بنفثه.. وأول ما دخلت الفثل ثلّمت على زمايلي وأخدتهم بالحضن.. ولما المدرثة جت الفثل، قمت جاري عليها وواخدها بالأحضان.. وقولتلها إحنا بنفذ كلام وتوجيهات ثيادة الريث.. - وبعدين؟ - بعدين إيه يا حج.. أنت مش شايف الخريطة اللي في وشي نتيجة "الحضن الدامي".. أنا بقيت أتخيل رقص، ونقوط، وناس تانيين مش عارف ليه ياباب طول ما أنا في الفثل. - منك لله يا مرسي.. هتضيع مستقبل العيال..!