ليس مهماً كم وزير من الإخوان ،وكم من السلفيين،وكم من القوى المدنية وكم من الأقباط ولا كم وزير هندوسى.. نحن أمام حكومة على الأرض،ولم يعد هناك أى وزن لجدليات التصنيف السياسى والفكرى،وحفلات طق الحنك عن المشاركة والمغالبة ونِسَب التمثيل..فنحن الآن على المحك، والحكومة على وشك إطلاق ضربة البداية،ومن ثم يكون السؤال ماذا فى جعبتها وماذا على أجندتها؟وما هو عنوانها؟وعلى أى مسافة تقف من عنوان الثورة الخالد"عيش- حرية -عدالة اجتماعية"؟ قد تجرنا الإجابة عن تلك الأسئلة إلى حالة من التنجيم أو الرجم بالغيب،ذلك أن الرد عليها يستوجب الانتظارلما تعلنه الحكومة الجديدة،وذلك هو عين الإنصاف. نحن إذن فى مرحلة الأمانى والطموحات ،وبالتالى نصل للسؤال كيف تلبى حكومة د.قنديل طموحات وآمال الشعب؟ قبل الإجابة هناك سؤال لايقل أهمية وهوهل تغيرت الظروف التى حالت فى الماضى دون تحقيق آمال وطموحات الجماهير؟.. الجواب بالقطع تغيرت،باختصار نحن فى مرحلة ثورة وتغيير،والحكومة لم تعد مجرد سكرتارية أو تشهيلات،ولا مربوطة بحبلهاالسُّرِّى بلجنة السياسات ورضا الهانم..بل إن المناخ الجديد يسمح بإطلاق الطاقات والمبادرات الإبداعية،دون انتظار لتوجيهات الرئيس وتعليمات السيد الوريث.. الحكومة الجديدة إذن ليست بصدد اختراع العجلة،ولا بابتداع مالم يات به الأولون،هى ببساطة أمام آمال كانت دوماً مطروحة،غير أن تحقيقها كان ضرباً من الأحلام..بإيجاز شديد وفى ظل الواقع الحالى، أراها مطالبة أولاًبتحقيق أقصى النجاحات وبسرعة على صعيد" الملف الأمنى"..الملف الثانى الملح هو الملف الاقتصادى،وعلينا ان نعترف أن النمو فى حكومة نظيف آخرحكومة قبل الثورة بلغ5,4%،أما الآن وبعد حالة الاهتراء وصل معدل النمو إلى1,8%وهو معدل مخيف بلاشك،غير أن ماينبغى ذكره أن معدل النمو المعقول فى حكومة نظيف لم يترجم على صعيد العدالة الاجتماعية أو عدالة توزيع الثروة، ومن ثم فالمطلوب من الحكومة الارتفاع بمؤشرالنمومع عدالة توزيع الثروة..بيد أن المهمة التى أراها"انتحارية" وأظن أن الغالبية العظمى تتفق معى فهى البدء فوراً بتطهير جميع مؤسسات الدولة من بلطجية الفساد والرشوة والمحسوبية والتربح وهم أشد خطراً من بلطجية الشوارع المسجلين خطر،ذلك أن الفساد فى أجهزة الدولة ليس آحاداً،وإنماتكتلات وجماعات تعمل بآليات عمل العصابات وبقدر عال من الدقة والانضباط تفوق دقة وانضباط دولاب العمل الرسمى الشرعى..الآمال كثيرة ولا أنفى سلامة ونُبْل نوايا الحكومة،ومهما كان منهجهاوسلامة طويتها فلا قيمة لكل ذلك مالم يكن المردود ملموساً على حياة المواطن فى أمنه ورزقه وصحته وتعليمه..أظن أننا ساعتها سنرفع القبعات احتراماً للدكتور هشام قنديل وحكومته،وأنا شخصياً عندى استعداد اغنِّى له "قنديل الحلو ياقنديلُه..على دقة قلبى باغنِّيلُه"..والله ولى التوفيق.