أحمد عمر هاشم: من يشاهدها يرتكب ذنبا عبد الغفور: المنتجون خائفون مخيون: لا نص يجرمها يبدو أن الأزهر بدأ يدفع ثمن عدم مسايرته للمتغيرات المتلاحقة فى جميع نواحى الحياة وخاصة ثورة الإعلام والاتصالات التى تفاجئنا كل يوم بجديد.. فما كان يستطيع الأزهر منعه فى الماضى القريب.. أصبح الآن لا يستطيع.. بل إن هذا الممنوع يقتحم البيوت والعقول عبر الفضائيات وثورة الاتصالات وهو ما دفع بعض العلماء مؤخراً إلى دعوة الأزهر إلى الإسراع لمواكبة المتغيرات بفكر جديد يتناسب معها ويكون أكثر واقعية. وفى الفترة الأخيرة واصل الأزهر رفضه لتجسيد الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة والرسل فى الدراما التليفزيونية لكن قامت دول إسلامية أخرى مثل إيران بإنتاج مسلسلات عن بعض الرسل والصحابة وشاهدها ملايين المسلمين وفى مقدمتها المصريون عبر الفضائيات وحققت أعلى نسب مشاهدة فأصبح موقف الأزهر فاقد التأثير.. فهل آن الأوان لإعادة النظر فى هذه المواقف أم أنها ستظل لا مساس بها. الدكتور رضا طعيمة, عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين يقول إن المشكلة فى تجسيد الصحابة تكمن فى الممثل وليس التمثيل, فالممثل فى حد ذاته يكون متعدد الأهواء، أما الممثل الذى يقوم بتجسيد هذه النوعية فقط فهذا أمر يحترم, ولا يوجد أدنى مشكلة فى تمثيل الصحابة، ويجب أن تكون الشركة المنتجة لهذا العمل شركة انتاجية اسلامية متفرغة تماما لهذه الاعمال فقط ولا تنتج اعمالا درامية أخرى حتى تستطيع انتقاء الممثلين الذين يصلحون لهذه الأدوار بعناية شديدة تقديم أى عمل بعد ذلك يتنافى مع شخصية الصحابى التى قدمها وإلا يتم مقاضاته. طعيمة يؤكد أن الأزهر الشريف عندما يرفض هذه الأعمال فهو يرفضها من هذا المنطلق فلا يجوز من يمثل هذه النماذج من الصحابة أن يقوم بدور من يشرب الخمر أو فى دور سيئ أخلاقيا حتى لا تهتز صورة الصحابى فى ذهن المتلقى, ولكن من يرفض هذه الأعمال لمجرد الرفض فهم بذلك يريدون تهميش عقولنا وتغييب مفاهيمنا باسم الإسلام وهذا فى واقع الأمر تخلف. أماالشيخ محمد حمودة, من علماء الأزهر الشريف, فيرى أن رفض الأزهر يأتى صيانة لشخصية الصحابى من تحول شخصية الممثل بعدها ليقوم بدور شارب الخمر أو أن يعاشر النساء فهو رفض احترازي وليس تحريمياً لأن العالم العربى أغلبه من الأميين الذين انطبع في زذهانهم صورة الممثل باعتباره الصحابي فعلى سبيل المثال من الممكن أن يرون نور الشريف يمثل مشهداً فى حضن امرأة فيقولون إن عمر بن الخطاب هو من فعل ذلك لأن عقلية المتلقى لا تستوعب ذلك. وعند سؤاله عن موقف الأزهر من القنوات المصرية التى تعرض تلك المسلسلات وهل من الممكن ان يتخذ موقفا ضدها قال إن الازهر لا يتخذ قرارا إلا اذا عرض عليه شكوى من عامة الشعب عن المسلسل. «من يشاهدها يرتكب ذنبا», هذا ما نبه إليه الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر الأسبق محذرا الجماهير من مشاهدة مثل هذه الأعمال وقال: لا يصح تمثيل الأنبياء أو آل البيت أو العشرة المبشرون بالجنة لأن العمل يعطى لهم منزلة أقل مما ينبغى, ومن يعرض هذه الأعمال حسابهم على الله وأن الأزهر ليس لديه أى نية لإقامة دعوة قضائية ضدهم. الدكتور محمد جميعة مدير عام الإعلام بالأزهر الشريف يرى أن هذه الأعمال لها جوانب ايجابية وجوانب سلبية, فالإيجابى: هو تعلق الإنسان بسيرة الأنبياء أو الصحابة من خلال الصورة السينمائية المتحركة, أما الجانب السلبى: هو ما اتفق عليه الفقهاء ان تصوير الصحابة او الانبياء محرم شرعا لأن الممثل قد يأتى بعد ذلك بما يخل بمقام هذه الصورة التى جسدها. جميعة أضاف مع هذه الأعمال بشرط تجسيد الصحابة صوتاً فقط وليس صورة حيث يقال قال الامام على كذا او قال الخليفة عمر كذا وهذا هو الافضل بالنسبة للأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة فقط. وأكد أن المشاهد ليس عليه أدنى ذنب عند مشاهدة هذه الأعمال. أما الشيخ جمال قطب وعضو لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف فيؤكد: لا مانع من وجود ضوابط شرعية وعلمية وفنية لكى لا نهمل أثر الاعلام والفن فى نشر الدعوة الاسلامية على ان ينظر لكل عمل درامى على حدا ومدى التزامه ومدى تأثيره ومدى فائدته وعن رأى الأزهر فهو يحترم ولكنى لست معه. بدوره قال الفنان عبدالعزيز مخيون والذي يشارك في بطولة مسلسل (عمر), ويجسد شخصية "أبو طالب" : لامانع في المشاركة في مثل هذه الأعمال التي تتحدث عن الصحابة والتابعين خاصة وانه ليس هناك أى نص في القرآن أو السنة يحرم ذلك. مخيون انتقد موقف الأزهر الذي مازال يعترض على مثل هذه الأعمال التى تلاقي اقبالا جماهيريا كبيرا وشدد على أن الوقت قد حان ليتعاون الازهر مع صناع الدراما الدينية لعدم الوقوع فى الأخطاء التى تغير التاريخ. الفنان بهاء ثروت الذي يشارك ايضاً في بطولة مسلسل (عمر) قال إنه شارك قبل ذلك في اعمال دينية كثيرة ولا يرى اي مشكلة في تجسيد شخصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ضاربا مثلا بمسلسل سيدنا يوسف الذى لاقى قبولا جماهيريا كبيرا ورسخ قصته في أذهان الكثيرين, مؤكدا أن مسلسل "عمر بن الخطاب " كان يشرف عليه عدد من كبار العلماء وأساتذة التاريخ الإسلامي. ويوافقه في نفس الرأي الفنان اشرف عبدالغفور نقيب الفنانين الذي يقول: ان غياب الدراما الدينية من على مائدة الفن في رمضان شيء مزعج خاصة وان مصر هي رائدة الإنتاج الدرامي, عبدالغفور نوه إلى ان اعتراض الأزهر على عرض مثل هذه الاعمال جعل هناك تخوفا عند المنتجين من إنتاجها.