استهدف مهاجمون انتحاريون بلدة بشمال الكاميرون، ما أسفر عن مقتل 32 شخصًا وإصابة 66 آخرين أمس الإثنين في إحدى أسوأ الهجمات، في الوقت الذي تكافح فيه البلاد لاحتواء تصاعد العنف، وحُمِّلت حركة «بوكو حرام» النيجيرية المسئولية عنه. وذكرت الإذاعة الرسمية ومسئولون محليون أن أربعة تفجيرات ضربت سوقًا مزدحمة ومداخل بلدة «بودو» المتاخمة لشمال شرق نيجيريا معقل الإرهابيين. وقال مسئول محلي إن المهاجمين تسللوا تحت غطاء الرياح الموسمية المتربة، مضيفًا أن عدد القتلى قد يرتفع لأن عددًا من الذين نُقلوا للمستشفيات في حالة خطيرة. وفي حين لم تُعلن أي جهة على الفور المسئولية عن الهجوم، فإن شمال الكاميرون أصبح مسرحًا لهجمات انتحارية زادت وتيرتها في الفترة الأخيرة مع تصعيد «بوكو حرام» لعملياتها عبر الحدود، وانتشارها أيضًا في تشاد والنيجر. وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها «بودو» للهجوم؛ إذ فجرت انتحاريتان نفسيهما في مدخل القرية نهاية ديسمبر الماضي. وقتلت «بوكو حرام» آلاف الأشخاص، وتسببت في تشريد أكثر من مليونين خلال حملاتها المسلحة المستمرة منذ ست سنوات في أحد أكثر مناطق العالم فقرًا. وشنت جيوش دول المنطقة هجومًا على المسلحين العام الماضي نجحت خلاله في طردهم من مواقع عديدة في شمال نيجيريا. وفي أعقاب تلك العملية تعهدت نيجيرياوتشاد والنيجر والكاميرون بإعداد قوة قوامها 8700 جندي لدحر «بوكو حرام»، وأرسلت الولايات المتحدة هي الأخرى قوات لتوفير الدعم المخابراتي وأوجه دعم أخرى. لكن تشكيل هذه القوة تأخر، ولم تبدأ العمليات المشتركة حتى الآن، حيث تُرك الأمر بيد الجيوش الوطنية ليتصدى كل منها ل«بوكو حرام» بطريقته. وفي غياب تنسيق فعال حذرت مصادر أمنية من أن ذلك يعني مجرد طرد الجنود للمتشددين من بلد لآخر.