اهتمت مجلة تايم الأمريكية بالأوضاع السورية في ظل دخول فصل الشتاء بالمنطقة، وأكدت أن السلاح السري الذي يأمل نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدامه لوقف قوة الدفع التي حصل عليها الثوار مؤخرا يتمثل في الشتاء. وترى المجلة إنه مثلما يعلم الأسد أن نظامه لا يستطيع الفوز بالحرب الأهلية السورية فإنه لا يعتقد أيضا أنه على وشك خسارة ما وصفته الأممالمتحدة الأسبوع الماضي بأنه "حرب أهلية طائفية بشكل مفتوح" في سوريا. وقالت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، أن بداية موسم البرد الشديد وسط حرمان من المواد الأساسية، يقترب من المجاعة في بعض المناطق، يستنزف بالفعل معنويات المدنيين ويسبب حالة متزايدة من اليأس في الأراضي التي يسيطر عليها الثوار، موضحة أن تقارير يوم أول أمس الأحد التي أفادت بضربة جوية على مخبز في بلدة تخضع لتحكم الثوار تؤكد الانطباع بأن النظام ربما يستهدف بشكل ممنهج إمدادات الخبز في تلك المناطق لتعميق الأزمة الإنسانية. وقال جوشوا لانديس، خبير في الشأن السوري بجامعة أوكلاهوما "إن التحدي الأكبر الذي يواجه الثوار هو توفير ضروريات الحياة للسوريين الذين يعيشون في مناطق لم تعد تخضع لسيطرة الدولة". وأوضحت المجلة أن النظام يأمل أيضا أن المخاوف الغربية من "الشتاء الإسلامي"، وهو تعبير مجازي للنظم التي تأتي في أعقاب الربيع العربي، الذي يتم فيه استبدال الأسد بعناصر معادية للنفوذ الغربي والأقليات السورية، سيمنع أمريكا وحلفاءها من دعم الثوار. ولفتت المجلة إلى أن النظام ربما يأمل بأن هذا الخوف سيخلق حافزا لدى القوى الغربية والدول المجاورة القلقة مثل تركيا والأردن للضغط من أجل حل سياسي أسرع بدلا من السماح باستمرار النزاع. ونوهت المجلة إلى أن ذلك السيناريو قد يدفع تكتل "أصدقاء سوريا" من الدول الغربية والعربية للضغط أكثر من أجل إنهاء سريع للحرب، إما بزيادة الدعم للثوار كما يدافع البعض أو عن طريق ممارسة الضغوط لإيجاد حل من خلال التفاوض أو بكليهما. وأشارت المجلة إلى أن قدوم ثاني شتاء يمر على الثورة التي شهدت مقتل أكثر من40 ألف شخص ووجود نصف مليون لاجىء في الدول المجاورة، جعل القدرة على توفير المال والخبز والمأوى أمراً مهماً بنفس أهمية السلاح في تحديد منحى نتيجة الصراع.