فى طريقه إلى المقهى العتيق استوقف المعلم دنجل مشهدا يبدو مدهشا للبعض, فقد رأى مجموعة من الرجال بلحى مختلف ألوانها وأشكالها ما بين القصيرة والمتوسطة والطويلة يقفون فى عرض الطريق مدعين أنهم يقومون بتنظيم المرور بالشوارع ومع ذلك فالطريق متوقف تماما, وحين سأل الرجل عن هوية هؤلاء الرجال فعرف أنهم من جماعة الإخوان المسلمين يحاولون مساعدة الرئيس محمد مرسى لينجز وعوده التى قطعها على نفسه ليغير بها وجه مصر خلال مائة يوم لا أكثر. داخل المقهى اجتمع المعلم بالمهللاتى والمقللاتى والأتباع لإجراء مناظرة من تلك التى اعتدناها ومحورها ما يتوقعه الصديقان اللدودان حول صورة مصر خلال المائة يوم الأولى من حكم مرسى, فاشترط الحضور أولا أن يوزع عليهم دنجل من نفحاته عددا من أكواب الشاى والحلبة الحصى والكركديه وفناجين القهوة وربما الشيشة لأصحاب الحظوة. المهللاتى: أعتقد, بل أنا متيقن من أن مصر خلال المائة يوم هذه ستتحول إلى اكبر دولة فى العالم, حيث سينمو الاقتصاد ويرتفع سعر الجنيه المصرى ليعادل مائة وخمسون مما يعدون من الدولار, وسيرتفع اجر العامل أو الموظف إلى مائة ألف جنيه يوميا – أى والنعمة – بينما ستصبح فرص العمل كما الرز وحتما سنستقدم أيدى عاملة من أمريكا وفرنسا وكوم حمادة.. دنجل: يا الله, وماذا أيضا يا مهللاتى أفندى؟ المهللاتى: ستصير شوارعنا ولا باريس فتصبح الطالبية كما الشانزلزيه فى باريس, وسيصبح لدى كل طفل طائرة شارتر وقصرا وشاليها فى الساحل , ولن يكون هناك عانس أو أعزب, أما المدارس الحكومية فقد تتوارى «المير دي ديه» منها خجلا ولن تكون هناك مشاكل فى الصرف الصحى ولا المياه وسنأخذ كأس العالم فى كرة القدم ولو بالذراع بعدما نلقن البرازيل درسا لن ينسوه ونفوز عليهم 15 صفر. المقللاتى: اتلهى يا صديقى, ألا تخجل مما تقول؟! المهللاتى: إذا ماذا ترى أنت يا سيد مقللاتى؟ المقللاتى: ستصير مصر خلال المائة يوم تلك تماما مثل الصومال حيث الميليشيات المسلحة تعيث فسادا وإفسادا فى البلاد, وستنتشر جماعات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فتذبح وتقتل وتسلخ وتسلق, ولن يجد أحد منا قوت يومه فنتحول جميعا إلى جماعات من «الشحاتين» وستغلق المدارس وتعاود الكتاتيب الظهور, أما وسائل المواصلات فلن تخرج عن الجمل والحمار.. دنجل: يا ساتر استر.. المقللاتى: أمال يا معلم .. فقد تعود مصر لتقع تحت الاحتلال من جديد حيث سيطمع فينا بلاد لم تدخل التاريخ سوى من أيام فنصير تحت الحماية التشادية أو الأفغانية, أما الاقتصاد فلن تقوم له قومة, والجنيه سيصبح ثلاثة برايز , والصرف الصحى سيغرق الشوارع وسنشكل من القمامة أهرامات وستلغى السياحة والفنون وسنهزم فى الكرة من طوب الأرض وستلغى كل أنواع الرياضة عدا التحطيب والبلى .