أعلن الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار ورئيس اللجنة المصرية الألمانية لترميم قناع الملك توت عنخ آمون، أن عملية ترميم وإعادة تثبيت لحية الفرعون الذهبي قد انتهت بنجاح كبير، وأن القناع سيستقبل زواره من محبي وعشاق الحضارة المصرية القديمة بدءًا من الغد في فاترينة عرضه بالطابق الأول بالمتحف المصري بالتحرير، جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها بالمؤتمر الصحفي الذي انتهى منذ قليل للإعلان عن كافة التفاصيل المتعلقة بعملية الترميم وسط تغطية إعلامية واسعة النطاق. وأشار "الدماطي"، إلى أن عملية الترميم أسفرت عن كشف أثري جديد يتعلق بالتقنية الأصلية المستخدمة في تثبيت الذقن المستعار حيث تم اكتشاف أنبوب ذهبي داخل الذقن كان مستخدما في تعشيق الذقن بالقناع كما تم الكشف عن استخدام المصري القديم لمادة شمع العسل في تثبيت الذقن المستعارة بالقناع، لافتا إلى أنه جارٍ الآن إعداد دراسة تفصيلية تستعرض خطوات عملية الترميم وسيتم إصدارها في كتيب ليكون شاهدا على واحد من أهم تحديات هذا العصر. كما قام كريستيان إيكمان المسئول العلمي عن فريق الترميم الألماني بشرح مفصل من خلال عرض توضيحي يشمل خطوات الترميم كاملة، مشيرا إلى أنه لم يتم استخدام أية مواد كيميائية لإذابة المادة اللاصقة التي كانت مستخدمة من قبل في ترميم القناع، بل تم استخدام طرق ميكانيكية حيث تم إزالة المادة اللاصقة باستخدام أدوات خشبية حتى لا تخدش القناع وتم فصل الذقن من القناع في أسبوعين حيث تعين العمل بحرص بالغ نظرا لأهمية الأثر الخاصة. وأضاف إيكمان أنه تم استخدام شمع العسل وهى المادة الأصلية التي استخدمها المصري القديم في إعادة تثبيت الذقن مرة أخرى لما تتسم به هذه المادة من سهولة الإزالة. كما وجه الدكتور خالد العناني المشرف العام على المتحف المصري وأحد أعضاء الفريق العلمي المشارك في عملية الترميم بالشكر لكل من ساهم في إنجاز هذا العمل والذي تم على مدى أكثر من ثمانية أسابيع عقب نقل القناع من قاعة العرض الخاصة به في 10 أكتوبر 2015 بعدما تم تجهيز قالب خالص صمم خصيصا وفق احدث آليات المسح ثلاثي الأبعاد الذي تم للقناع بحيث يضمن هذا القالب عملية نقل آمنة له من فاترينة العرض إلى القاعة 55 بنفس الدور بالمتحف والتي جهزت خصيصا لعملية الترميم. كما أعرب ميشائيل رايفنشتول المبعوث الرسمى للشئون الثقافية بوزارة الخارجية بألمانيا عن سعادته لمشاركة ألمانيا في مثل هذا الحدث الهام الذي يعد تعبيرا عن التعاون المثمر بين الجانبين المصري والالماني في مجال الآثار والثقافة والذي يؤكد أيضا على دعم التواصل بين الشعوب المختلفة.