بعد الضجة التي أثارها الترميم الخاطئ لقناع الفرعون الذهبي "توت عنخ آمون" التقت الأهرام خبير الترميم الألماني الدكتور كريستيان إيكمان، كاشفا النقاب عن فحوى تقريره الذي يضع اللمسات الأخيرة قبل تقديمه إلى وزير الآثار الدكتور ممدوح الدماطى . إيكمان أكد لمندوبي الأهرام سلامة القناع غير أن عملية الترميم الأخيرة التي أجريت له في أغسطس عام 2014، بعد انفصال الذقن عن القناع أثناء تحريكه لتغيير الإضاءة في فاترينة العرض، لم تعرضه للخطر الكبير إلا أنها لم تتم بطريقة مثلى ولم يراع فيها الجانب الجمالي حيث أحدثت فجوة بين القناع و الذقن سمكها 3 أو 4 ملليمترات ، وعن مادة الايبوكسي التي استخدمت في الترميم قال ايكمان إنها مادة مختلف عليها بين المرممين . وأوصى خبير ترميم المعادن العالمي في تقريره بإزالتها وإعادة ترميم القناع بطريقة أفضل، وقال قبل البدء في عملية إعادة الترميم، هناك خطوة مهمة جداً سنقوم بها وهي إعداد دراسة مستفيضة للمكونات الداخلية للذقن الذهبية ، و نوعية المواد المصنوعة منها، و كيف كانت مثبتة من قبل، وأشار الى أن هذا يمكن أن يتم من خلال إجراء أشعة مقطعية لها، وقراءة الدراسات القديمة التي أجريت على القناع والمدونة في تقارير هوارد كارتر وألفريد لوكاس، كذلك معرفة المادة اللاصقة التي استخدمت في تثبيت الذقن عام 1941، وأضاف أن الذقن تزن 2،5 كيلوجرام، و بالتالي تحتاج إلى مادة قوية لتثبيتها، و قال إنه اقترح على وزير الآثار تكوين مجموعة عمل من الخبراء للقيام بهذه المهمة للوصول إلى الطريقة المثلى لإعادة تثبيت الذقن، مشيرا إلى أن مرحلة الدراسة لن تستغرق أكثر من بضعة أسابيع، ثم تأتي المرحلة الثانية والتي تتمثل في إزالة مادة الايبوكسي وفك الذقن، وهذه مرحلة غاية في الدقة، لأن الايبوكسي مادة لا يمكن إذابتها بالمذيبات العادية و يحتاج الأمر تركيبة خاصة يجب استخدامها بدقة حتى لا تؤثر على القناع، ثم بعد ذلك يمكن إزالة طبقات مادة الإيبوكسي بحرص شديد و هو ما قد يستغرق بعض الوقت.