عقد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، والدكتور محمد أبو زيد الأمير رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، لقاء موسعًا بمسئولي ومدرسي وطلاب ووعاظ مناطق سوهاج والوادي الجديد والمنيا وأسيوط، لعرض ما تم خلال المرحلة الحالية من جهود لإصلاح التعليم الأزهري، وتجديد الخطاب الديني، ووضع جميع الأزهريين أمام مسئولياتهم من أجل مواصلة تلك الجهود، والعمل على نهضة وتطوير التعليم الأزهري؛ حيث يعد هذا اللقاء الأول من نوعه للقاء المسئولين والعاملين والطلاب بالأزهر كبداية، وسيتم عقد لقاءات متتابعة تجمع المناطق المتقاربة. وأكد وكيل الأزهر، أن الإمام الأكبر مهموم بتحسين أداء التعليم الأزهري ودعمه وتطويره، والاهتمام بالطلاب والمعلمين واختيار أفضل الكفاءات التي تسهم في الارتقاء بمنظومة التعليم، مؤكدا على الجهود التي تمت مؤخرا لدعم وتطوير منظومة العمل بالأزهر الشريف، ليستعيد مكانته الرائدة في العالم. وأوضح أن عملية التطوير للمناهج هدفها إعداد كتب تستعيد الطلاب من الانشغال بالتكنولوجيا ومواقع التواصل؛ للإقبال على الفصول الدراسية، ومتابعة كتب التراث التي يدرسها الأزهر، مشددا على أنه لم ولن يتخلى عن كتب التراث مهما حدث، وهي بين أيدي الطلاب، ونحن مستعدون لتطويرها بعد تلقي آرائكم. وأشار وكيل الأزهر، إلى أن المناهج التي بين أيد الطلاب اليوم ليست نهائية وإنما هي تجريبية، جاءت بعد دراسة متعمقة من أكثر من 100 خبير، وهذه الاقتراحات متاحة لمدة 3 سنوات، بعدها ستصير المناهج نهائية بعد التعديلات، مشيرا إلى أننا نركز كثيرًا الآن على المراحل التمهيدية التي سيكون للملتحق بها حق الالتحاق بالأزهر الشريف، فلن يسمح إلا بوجود المتفوقين الذين يحملون على عاتقهم هموم ونهضة أمة بأكملها. وشدد شومان، على أنه لن يسمح أبدًا بوجود المتكاسلين من المعلمين أو القائمين على العملية التعليمية، وسنأخذ قرارات صارمة، ولن يغمض لنا جفن حتى يكون الأزهر الشريف في أفضل حال، ونحن الآن نعتني كثيرًا بالعنصر النسائي؛ لما له من دور كبير في بناء الأوطان والأوطان. وأضاف أن هناك مقترحات تم تلقيها ويتم تحليلها ودراساتها للوصول إلى علاج للمشكلات التي طرحها بعض المدرسين والطلاب، مشيرا إلى أن الأزهر الشريف لا يصادر رأيا ولا يمنع أحدا من النقد، ولكن ينبغي أن يكون هذا النقد بناءً وقائما على أسس سليمة، مؤكدًا أن الأزهر يُهاجَم فقط داخل مصر، وهذا الهجوم لم ولن يؤثر عليه، وما نقوم به من جهود تأتي من قناعتنا وليست نتيجة أي هجوم، ولدينا القدرة على نقد أنفسنا وعلاج ما عندنا من مشكلات، وما حدث في امتحانات العام الماضي خير دليل على رؤيتنا للنقد الذاتي وعلاج السلبيات، مشددا على أنه لا يوجد أحد في الأزهر فوق المساءلة. وتحدث وكيل الأزهر، عن الجهود التي تبذل لدعم الدعوة والوعاظ بالأزهر، وسيتم دعم المناطق بوعاظ جدد، والاستعانة بواعظات لأول مرة، بالإضافة إلى القوافل الدعوية الداخلية، فضلا عن قوافل السلام لكل أنحاء العالم التي حققت نجاحا كبيرا، مشيرا إلى جهود لجنة المصالحات التي تخطت الحدود الإقليمية ووصلت لحل المشاكل الدولية، وهذا قليل من جهود الأزهر، مبشرا الوعاظ بقرب صرف حافز مماثل للذي حصل عليه الأئمة، وأن فضيلة الإمام الأكبر يشرف على ذلك بنفسه. وأكد وكيل الأزهر، أن الجهود التي بذلت العام الماضي لضبط الامتحانات لم تصل لما نتمناه بعد، بل ستُبذل جهود أكثر دقة لضبطها عن العام الماضي حتى نعطي للطالب المجتهد الذي سيحمل رسالة الأزهر حقه كاملا، موضحا أن لدينا نقصا في الخبرات التدريبية، وسيتم إنشاء مراكز تدريب جديدة بفكر جديد بالمناطق المختلفة للارتقاء بالعملية التعليمية. وحذر وكيل الأزهر، من خطورة الدروس الخصوصية التي أنتجت لنا أجيالا فاقدة للتعليم الصحيح الذي يرتقي بالوطن، ولما لها من خطورة على العملية الفنية للتعليم والتركيز على العملية التجارية، فهو لا يعلم الطلاب المادة بأكملها ولكن يتم التركيز على الأسئلة التي تتكرر كل عام ليتم الإجابة عنها فقط.