سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"العلاقات المصرية- الإيرانية على المحك" .. أمريكا تأمر بمنعها .. عباس: الظروف الدولية تقف عائق أمام عودة العلاقات .. النجمي: تيار الإسلام السياسي يتعامل مع طهران بالأسلوب القديم
حالة من الغمام تشوب العلاقات المصرية الإيرانية التي عول البعض بمجرد وصول الرئيس محمد مرسي للحكم أن (القاهرة وطهران) سيشهدان صفحة جديدة من ىالعلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين البلدين، وعزز ذلك حضور "مرسي" بنفسه لقمة دول عدم الانحياز بطهران، فضلًا على الوفود الشعبية والاقتصادية التي تطير بين البلدين بين كل فترة وأخرى. وعلى الرغم من ذلك تدفع الولاياتالمتحدة بقوة باتجاه عدم عودة العلاقات، ويدخل على نفس الخط الدول الخليجية، وعلى رأسها كل من: السعودية، البحرين، الكويت، قطر، كما يقوم مرسي بين فترة وأخرى بشن هجومًا شديدًا على النظام السوري حليف إيران، وهو ما يراه البعض أنه يأتي في ظل رغبة أمريكا لإدارة ملف العلاقات الخارجية في الشرق الأوسط. علاقات مصر وإيران جمدت منذ قيام الثورة الإيرانية على حكم الشاه "رضا بهلوي" الذي استضافه الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وهو ما جعل الحكومة الإيرانية في ذلك الوقت ترفض التعامل مع النظام المصري، بل ووصل الأمر إلى تسمية أحد أكبر الشوارع الإيرانية باسم "خالد الإسلامبولي" قاتل السادات، ولم يتغير الحال في فترة النظام السابق. وأكد د.محمد عباس -الخبير في الشأن الإيراني بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- أن العلاقات المصرية الإيرانية لن تتطور بالشكل الكبير الذي يتوقعه الكل، موضحًا أن الظروف الإقليمية، والدولية المعقدة تقف كحائط صد قوى أمام هذه العلاقات. وشدد عباس على أن هناك حالة من الاستياء الشديد؛ لدعم الإيرانيين لنظام بشار الأسد، وأن تطوير العلاقات يؤدى لوجود مشكلات مع إسرائيل، ودول الخليج، ومصر تحتاج قروض من الخارج؛ لإنقاذ الاقتصاد من الانهيار، وبالتالي فالأفضل لها الآن وجود علاقات قوية مع هذه الدول وتأجيل توطيد العلاقات مع إيران. وأضاف عباس أنه لا ينكر أحد التحسن الأخير الذي شهدته العلاقة مع إيران عكس ما كان سائد أثناء وجود النظام السابق، أن العلاقات المصرية الإيرانية لن تتطور للتمثيل الدبلوماسي إلا بعد انتهاء الأزمة السورية، إما لصالح النظام السوري أو نظام جديد. أكد الناشط الحقوقي عاطف النجمي –رئيس جمعية الدفاع العربي– أن العلاقات المصرية الإيرانية لم تعود حتى الآن بسبب موازنة القوى السياسية على المستوى الخارجي التي مازالت تتعامل مع مصر على أنها تحت ولاية "المندوب السامي"، الذي لا يمكن معارضته، ومخالفته فيما يريد، مؤكدًا على أن مصر تمر الآن بهذه الفترة الزمنية، لكن مع اختلاف المندوب السامي، الذي أصبح الآن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأضاف النجمي ل"فيتو": إن الولاياتالمتحدة أصبحت تحدد للأنظمة الحاكمة المساحة، والطريقة التي تتعامل بها مع إيران، مؤكدًا على أن حكمة أمريكا، وبدراسة جيدة كانت تعلم أن تيار الإسلام السياسي، وهو في المعارضة يشكل قوة ضاغطة على نظم الحكم، ونقله من المعارضة إلى الحكم يجعله يمارس الحكم، وفقًا للظروف العالمية، وما هو متاح على أرض الواقع، لأن الاستمرار في الحكم مرهون بالعلاقات الخارجية. وأوضح النجمي أن تيار الإسلام السياسي يتبع في تعامله مع إيران نفس سياسة النظام السابق في التعامل مع هذا الملف، مؤكدًا على أن هذا يجعل حالة وجوده في الحكم أضعف من أن يتخذ قرارًا ضد إرادة القوى الخارجية، وذلك من أجل الحفاظ على المكانة التي وصل إليها. وأشار أحمد باشا -المتحدث الإعلامي لحزب الشعب الجمهوري- إلى أن العلاقات المصرية الإيرانية لن تعود بشعارات، وأحاديث سياسية، وأنه لابد من وجود حوار مشترك بين الدولتين، وتراجع جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة"، عن تفكيرها الطائفي، الذي يكرس للخلافات المذهبية بين السنة والشيعة. وأكد أن ملف العلاقات المصرية الإيرانية هو أحد الملفات الشائكة التي تمتنع الحكومات عن فتحها، مشيرًا إلى أن عملية توازن القوى السياسي التي يسعى إليها مرسي ستكون فاشلة في ظل الضغوط التي يتعرض لها مرسي من قبل الإدارة الأمريكية، خاصة بعد أن أعلنت الإدارة الأمريكية عن دعمها لمرسي في مرحلة الانتخابات الرئاسية، وهو ما يجعله "مديون" سياسيًا للإدارة الأمريكية، وعليه تسديد ذلك الدين، كما أن مرسي لن يغامر بفقدان شركائه الأساسيين مثل: قطر، والسعودية في حالة تحالفه مع إيران، أو إعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي.