لا يزال التردد في عودة العلاقات المصرية الايرانية ما بعد ثورة يناير، يمثل علامة استفهام كبيرة، رغم أن مجريات الأحداث في المنطقة خاصة علي صعيد الأزمة السورية، يتطلب تسريع وتيرة تطبيع العلاقات بين أكبر قوتين اقليمتين في الشرق الأوسط. والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هل تطبيع العلاقات المصرية الإيرانية يمكن أن يسهم في تسوية الأزمة السورية وحلها سياسيا بعد طول أمد الصراع؟ وماذا عن العقبات التى تحول دون التقارب بين طهرانوالقاهرة وإنجاح مساع انقاذ سوريا من مصير مجهول؟ السفير أمين شلبي الأمين التنفيذي للمجلس المصري للشئون الخارجية يعتقد أن النظام الجديد في مصر يتعامل مع إيران بنفس اعتبارات النظام السابق، مشيرا إلى أن أبرز المعوقات التي تقف أمام عودة العلاقات، هي : تخوفات المؤسسات الأمنية من نشر التشيع في مصر، كما وجود اعتبارات لدول الخليج التي ترفض عوده العلاقات، بالإضافة إلى مواقف الولاياتالمتحدة الأميركية من إيران ومقاومتها للبرنامج النووي الإيراني، كل هذه العوامل ما زالت تؤثر على اتخاذ قرار عودة العلاقات. وحول الأزمة السورية، يري شلبي، أن إيران مستعدة لبذل جهد في اتجاه إقناع نظام الأسد للحل الأمني، مشيرا إلى أن اختيار مرسي لإيران له معناه حيث تربط طهران ودمشق علاقات قوية. ويري الدكتور جمال زهران، رئيس الوفد المصري الذي ذهب لإيران عقب الثورة، أن المعوقات التي تقف أمام عودة العلاقات مع إيران تتلخص في غياب الإرادة السياسية المصرية لدي صانع القرار، مشيرا إلى أن النظام الحاكم جاء بالدعاية الأمريكية وهو ما يثبت أنه مازالت نفس سياسات مبارك منتهجه في الداخل والخارج، لافتا إلى أن الحال سيبقي كما هو عليه. وانتقد زهران دخول مرسى على خط الأزمة السورية قائلا: " من شروط نجاح الوساطة الدولية أن يكون الأطراف موضوعيه، لكن مرسي خرج ليقول لبشار الأسد أرحل، واختار تركيا التي تدعم بعض الفئات على الحدود، والسعودية التي تمول البعض بالسلاح والأموال، وبهذا الشكل تكون الأطراف غير متوازنة، مشيرا إلى أمكانية التحاق دولة الإمارات أو السودان أو العراق في اللجنة، وأن تفكيك سوريا هدف مثل العراق. فيما اعتبر أستاذ الدراسات الايرانية بجامعة عين شمس، الدكتور أحمد لاشين ، أن التقارب بين مصر وإيران لحل الأزمة السورية غير مفيد لحل الأزمة، مشيرا إلى أن كل من القاهرة ودمشق على نقيض من الأزمة، وستظل سوريا بالنسبة لإيران بمثابة شرطي المنطقة، وإيران حتى الآن لا تستطع تقديم تنازلات تؤثر على علاقتها بنظام بشار. وحول ما إذا كان هناك فيتو أميركي يعوق عوده العلاقات قال لاشين، اتضح من خطاب مرسي في طهران مؤخرا، أن مرسي أصبح متجه بشكل قوي مع الإدارة الأميركية، مشيرا إلى أن الهيمنة الأميركية ستظل مستمرة وهي ما سيحدد عودة العلاقات من عدمها. وأوضح لاشين أن الأمن المصري لم يعد هو الضاغط على عدم عودة العلاقات مع مصر كسابق عهده، لافتا إلى أن الإخوان والنظام الحاكم في إيران تربطهم علاقات قوية ، إلا أن ما يقف سد منيع أمام عوده العلاقات هو الملف السوري، كما ان مرسي إذا ما أعاد العلاقات مع إيران سيغضب التيار السلفي في الداخل، وكذلك الدول الخليجية الراعية للمذهب السني. وأشار لاشين، إلى أن هناك منافسه بين مصر وإيران في الملف السوري، وهذا مؤشر أن مصر تستعيد دورها الإقليمي، في الوقت نفسه دفاع عن مقترح مرسي بالإشارة إلى أن اختيار مرسي لتركيا والسعودية هو محاولة للم كل الإطراف الداعمة للثورة السورية، لافتا إلى أن مرسي ينتصر للإخوان المسلمين في سوريا في مقابل دعم إيران للتيار العلوي.