كانت كلمة "مخاطرة" هي الكلمة التي سمعها كثيرا المخرج البريطاني توم هوبر أثناء محاولته صنع فيلمThe Danish Girl» قبل سبع سنوات. والآن بعد طرح الفيلم الذي يتناول قصة أول امرأة تخضع لعملية تغيير نوع في عشرينات القرن الماضي في دور السينما الأمريكية هذا الأسبوع تبين مدى التحول في الثقافة الرائجة والتي من المتوقع أن تساعد الفيلم ونجومه في الوصول إلى جوائز الأوسكار. وقال هوبر صانع فيلم (ذا كينجز سبيتش) الفائز بجوائز أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل ممثل في مهرجان الأوسكار عام 2011 "اعتبرته مشروعا عاطفيا صغيرا. عمل بدافع الحب." وأضاف "لذلك أنا سعيد للغاية أنه انتج الآن". ويتتبع (ذي دانش جيرل) -الذي من المقرر طرحه بدور السينما عالميا خلال الأشهر القادمة- قصة الفنان الدنمركي إينار ويجنير الذي تحول جنسيا بعد الزواج إلى امرأة حملت اسم ليلي إلبي وفي 1930 أصبحت أول شخصية يكشف علنا عن خضوعها لعملية تصحيح جنس. كما يجسد قصة الحب النادرة بين ليلي والمرأة التي ظلت بجوارها وهي الفنانة جيردا ويجنير. وقال إنه عندما قدم إليه سيناريو الفيلم في 2008 كان قد مر برحلة بحث عن تمويل لنحو 12 عاما بسبب اعتبار القصة غير جذابة. ويأتي إطلاقه الآن في نهاية عام أثيرت خلاله قضايا المثليين بشكل واسع مدفوعا بنجاح مسلسلات تليفزيونية مثل (ترانسبيرنت) و(اورانج إيز ذي نيو بلاك) والبطلة الأوليمبية الأمريكية السابقة لرياضة ألعاب القوى كاتلين جينر. وضم البيت الأبيض بشكل صريح أول موظف متحول جنسيا وأطلقت وزارة الدفاع (البنتاجون) دراسة تهدف إلى إنهاء الحظر على انضمام المثليين للجيش كما بدأت الجامعات النسائية الأمريكية في قبول الطالبات المتحولات جنسيا. لكن (ذي دانش جيرل) طُرح أيضا وسط نقاش محتدم داخل مجتمع المتحولين جنسيا بشأن كيفية تجسيد الأمر في وسائل الإعلام وبشأن الاستعانة برجال ونساء ذوي ميول طبيعية في تقديم أدوار المثليين. وتعين على صناع الأفلام قضاء شهور في البحث والتواصل من أجل الوصول إلى الشكل الصحيح احتراما لهذه الفئة من المجتمع. وقضى أيدي ريدمين -الذي يعتبر من أقوى المرشحين لما ستكون ثاني جائزة أوسكار في مشواره عن دور ليلي- ثلاثة أعوام في مقابلات مع نساء متحولات وقراءة مذكرات إلبي وتثقيف نفسه بشأن قضايا التحول الجنسي. وقال "كرم هؤلاء النساء في مشاركة أرواحهن وقصصهن فاق التصور". ولم يتوقف انخراط ريدمين في الأمر بعد توقف التصوير. وقدم دروسا بالتمثيل للمتحولين جنسيا وبالاشتراك مع هوبر التقى بأشخاص ذوي نفوذ مثل الممثلة الأمريكية المتحولة جنسيا لفيرن كوكس.