كانت زيارة الرئيس لشرم الشيخ حتمية لدعم من يعملون في قطاع السياحة في مصر، خاصة بعد الضربات الموجعة التي كالها لنا ممن كان يصفهم بلهاء علب التوك شو الليلى ب(حلفاء) مصر، والذين تحولوا في غضون أيام قليلة إلى صناع مؤامرات وأعداء كل همهم في هذه الدنيا إسقاط مصر ومحاربتها وهدمها، وكأن مصر قوى عظمى تناطحهم اقتصاديا أو عليما أو حتى رياضيا ! حسنا فعل الرئيس، لكن... جاءت بعض عباراته بنتائج عكسية على نفسية المواطن المصرى حتى وإن تغنى بها مجددا بعض المحسوبين على الدولة والرئاسة من إعلام رجال نهب مصر، شتان الفارق بين مواطن يتناقص مرتبه البسيط يوميا بفعل التضخم وشح الدولار وإغراق الجنيه وبين بوق دعائى يتحصل على الملايين شهريا، لكن للأسف هؤلاء هم أصحاب الصوت الواحد الذي لا يصل أبدا لمن يتولى عرش المحروسة. قال الرئيس نصا (نجوع ولا تسقط مصر)... حسنا لن تسقط مصر أبدا بفضل الله ثم بفضل جيشها القوى المخلص الذي يحمى حدودها ويثق به كل المصريون ويبجلونه لكن.. لماذا نجوع من الأساس يا سيادة الرئيس ؟ لماذا نجوع يا ريس ولدينا بند واحد فقط في الموازنة العامة للدولة يكفى لإطعام بل تنعيم وتدليل كل المصريين الذين يعانون هما يوميا اسمه الطعام أو بالبلدى (تقضية اليوم) هذا بخلاف ذل المواصلات اليومية والحصول على الدواء والدروس الخصوصية ! هذا البند هو بند الأجور والأحرى أن نسميه بند الجور والظلم والتمييز بين المواطنين على أساس الفئة والسطوة وربما الحظ أيضا ! قفز هذا البند قفزات هائلة بفعل منح مزايا مالية ضخمة لفئات بعينها في المجتمع لا يستطيع الشعب ولا حتى مجلسه الذي سينعقد قريبا تصفيقا وتأييدا لكل سياسة حكومية أن يحاسبهم على دخولهم الفلكية ولا حتى يخفضها قليلا،ل ا أن يساويهم بغيرهم من المصريين لا سمح الله ! حتى الحد الأقصى الجائر والذي يجعل المسافة بين أقل وأعلى راتب 25 ضعفا لم يتم تطبيقه مع مسافة الظلم الشاسعة فيه والتي تجعل قوة الشراء متفاوتة بنسبة من 1 إلى 35 بين المواطنين، لم يتم تطبيقه حتى يومنا هذا ثم نتحدث عن الجوع ! لماذا نجوع أو لماذا يجوع الفقراء وهم جوعى من الأساس، لماذا يتم تعميق آلامهم ويتفاقم فقرهم بينما القطط السمان والأسود الضارية تنتهب خزانة الدولة شهريا بمليارات كافية جدا لإطعام المصريين جميعا حتى من لا يعمل منهم ومن لم تتح له فرصة عمل شبه آدمية؟! أتحدث في هذا المقال مباشرة للسيد رئيس الجمهورية لعل كلماتى تصل إليه كما تصل إليه أصوات نجوم الإعلام الليلى الذين يغيبون حقيقة الأوضاع في مصر ويكتفون فقط بمن أسعدهم حظهم بالثراء في مصر المنهوبة، سيدى الرئيس: فئات كثيرة من الشعب حانقة وغاضبة وفاقدة للأمل ولم يعد يؤثر فيها أي خطابات وطنية مؤثرة عاطفيا، فقط ما يصلح لخطابهم هو لغة واحدة وهي لغة العدالة، فلتخاطبهم فقط بالعدل ولتنصفهم من جور الدولة ولترحمهم من سطوة رجال الأعمال والمحتكرين ولتصدر قوانين عاجلة بخفض رواتب الكبار حتى تدعم موزانة الدولة، فقط يريدون أن يشعروا بالعدل في عهدك خاصة أنك تملك جميع الصلاحيات حتى ساعته ! سيدى الرئيس.. إنها فرصة مواتية لك أن تصنع من المحنة منحة لك ولنظامك ولحكومتك ولمصر بأكملها، فقط إنحز للفقراء المظلومين وهم أغلبية الشعب قبل فوات الأوان وقبل انفجار الأوضاع ستصبح ساعتها ثورة يناير 2011 بالنسبة له مجرد عرض مسرحى فنى راق مسالم قام به أطفال يشبهون الملائكة، لن تستطيع دولة كبح جماح الجوعى والمظلومين فاقدى الأمل، فالظلم فقط هو من يستطيع إسقاط مصر أو أي دولة لا قدر الله... حمى الله مصر ويسر لها أمرا رشدا. [email protected]