فى محافظة أسيوط.. دارت أحداث هذه الواقعة المثيرة والغريبة.. فيها فوجئ سكان منطقة «الوليدية» بمليشيات مسلحة تقتحم المنطقة، وتطلق النار بشكل عشوائى على المنازل والمحلات التجارية وأوقعوا الفزع والرعب فى قلوب الأهالى، فهجروا منازلهم.. ثم فجر المسلحون قنابل يدوية وألقوا قنابل المولوتوف على أحد المنازل، وتبادلوا إطلاق النار مع أصحابه، وفى النهاية اختطفوا شابين شقيقين وفروا هاربين.. محقق «فيتو» انتقل إلى المنطقة التى شهدت الحادث، وهناك رصد تفاصيله المذهلة: ما إن وصل المحقق إلى منطقة الوليدية، حتى لاحظ علامات الهلع والرعب فى كل العيون.. راح يتجول فى المنطقة إلى أن توصل إلى بعض شهود العيان وسألهم عما حدث.. أجاب أحدهم ويدعى عمر إمبابى: « كانت الأمور تسير بصورة طبيعية، وفجأة اقتحمت المنطقة مجموعات من البلطجية المدججين بمختلف أنواع الأسلحة النارية والبيضاء، يتقدمها بعض أفراد عائلة «طليبة» المعروفة فى أسيوط كلها.. بعد دقائق معدودة بدأوا فى إطلاق النار فى الهواء بكثافة شديدة، وهو ما ضاعف خوف وفزع الجميع.. حاول بعض الأهالى التصدى لهؤلاء البلطجية، وحدثت معركة عنيفة بين الطرفين استمرت لأكثر من خمس ساعات متصلة، تحولت الوليدية كلها إلى ساحة حرب انتهت بسقوط 15 مصاباً بإصابات مختلفة».. التقط شاهد عيان آخر طرف الحديث قائلا: « هذه هى المرة الأولى التى نرى فيها كل هذا الكم من الأسلحة والطلقات النارية، لدرجة اننا أغلقنا منازلنا علينا خوفا من أن نصاب بعيار طائش.. الأكثر غرابة أن تلك العصابة كان بحوزتها قنابل يدوية، واستخدمتها فى ترويع الأهالى عن طريق تفجيرها فى الشارع ولا نعلم من أين حصل هؤلاء البلطجية عليها.. أما الأمر المثير والذى لم نجد له أى تفسير، فهو موقف الشرطة من تلك المعركة الحربية، حيث لم تتدخل ولم تحاول وقف المعركة رغم أنها كانت على مرأى ومسمع من الجميع». سأل المحقق: «وما سبب هذا الهجوم المباغت؟».. أجاب شاهد عيان آخر يدعى محمد سيد: «يردد البعض أن عائلة طليبة، المعروف عنها احتراف تجارة المخدرات والسلاح وارتكاب جرائم البلطجة وترويع الأهالى، اختلفت مع احد أبناء منطقة «الوليدية» على صفقة مخدرات، وأرادت الانتقام منه وتأديبه عن طريق اختطاف نجليه، وهو ما حدث بالفعل حيث اقتحموا منزله واختطفوا نجليه «مصطفى» (20 سنة)، و «محمد» (17 سنة) تحت تهديد السلاح وخرجوا بهما من المنطقة دون أن يعترضهم أحد سواء من الأهالى أو من الشرطة، ولا أحد يعرف مصيرهما حتى الآن». لم ينته الأمر عند هذا الحد، فقد عبر الأهالى عن غضبهم الشديد مما حدث وتجمهر المئات منهم أمام مديرية أمن أسيوط، وطالبوا الجهات الأمنية بسرعة التحرك لمنع مثل هذه الجرائم والقبض على أفراد العصابة التى روعت الآمنين بهذا الشكل المهين.