توقع عدد من المصرفيين جذب نحو 5 مليارات دولار من السوق السوداء بعد قرار طارق عامر محافظ البنك الجديد بتخفيض قيمة الدولار 20 قرشا مما ألحق ضررا بمضاربي السوق السوداء. وقال المصرفيون إن طارق عامر اعتمد على آلية جديدة للقضاء على السوداء وإيجاد حلول لتوفير نقد أجنبي للمستوردين لاستيراد السلع الأساسية لتخفيض الأسعار، وكشفوا أن الآلية خنقت السوق الموازية فمن ناحية كلف البنوك بتوفير عملات صعبة للمستوردين عن طريق فتح اعتمادات مستدنية والثانية خفض قيمة الدولار بنحو 20 قرشا. وأوضح أكرم تيناوى العضو المنتدب لبنك المؤسسة العربية المصرفية أن قرار البنك المركزى بخفض قيمة الدولار بنحو 20 قرشا قرار صائب وضرب السوق الموازية في مقتل، مشيرا إلى أن القرار كان مفاجأة للبنوك وصدمة للسوق السوداء. وأضاف أن السوق الموازية "شبه انتهت" خاصة في ظل التوقعات بتخفيضات جديدة لقيمة الدولار أمام الجنيه، وتلك الخطوة سيكون لها عامل على اجتذاب العملة الأمريكية "الدولار" من الموازية للقطاع المصرفى. من جانبه، قال عاطف حرز الله الخبير المصرفى إن البنك يستهدف اجتذاب نحو 5 مليارات دولار خلال الأيام القليلة المقبلة من السوق السوداء واستثمارها بالبنوك، مشيرا إلى أن البنك المركزى شجع البنوك على شيئين الأول زيادة معدل الفائدة على شهادات الادخار بنحو 12.5% في نفس الوقت الذي شدد فيه على توفير النقد الأجنبي لمستوردى السلع الأساسية وبالفعل قام بنكا الأهلي المصرى ومصر بتوفير نحو 1.3 مليار دولار لاستيراد تلك السلع دون المساس بالاحتياطي النقدى الأجنبي. وتوقع حرز الله أن يخفض البنك المركزى الدولار مجددا خلال الفترة المقبلة لضرب السوق السوداء نهائيا. ورفع البنك المركزي اليوم الأربعاء، سعر الجنيه مقابل الدولار بواقع 20 قرشا للبنوك، ليصل السعر إلى 7.7301 جنيهات. وجاءت الخطوة بمثابة مفاجأة للمصرفيين الذين كانوا يتوقعون تخفيضا لسعر الجنيه المصري، الذي يعتبره كثير من الاقتصاديين مقوما بأعلى من قيمته الحقيقية.