على الرغم من الذعر الذي أصاب الأمهات والآباء بعد ارتفاع نسبة الإصابة بالغدة النكافية في المدارس وتخبط التصريحات الحكومية حول تلك النسبة ومخاطرها قلل الدكتور «سيد السباعي» اختصاصي الأطفال بمستشفى دسوق من خطورة المرض، مؤكدا على أهمية التعرف عليه وعلى إعراضه وسبل علاجه. وقال «السباعي»: "إن التهاب الغدة النكافية هو التهاب فيروسي حاد ويتم شفاؤه تلقائيا، ويصيب واحدة أو أكثر من الغدد اللعابية، على جانبي الخدين بين الأذن والفك، مشيرا إلى إمكان انتشار المرض بشكل وبائي في الفئة العمرية من 10 إلى 15 عاما، وانتقاله في حالات نادرة إلى المراهقين والشباب عن طريق الرذاذ المتطاير من أنف المريض أو العطس أو الكحة أو من خلال أدوات المريض الملوثة أو لمس أسطح ملوثة بالفيروسات. وطمأن «السباعي» الأمهات على أطفالهن حديثي الولادة قائلًا: "إن الطفل في عمر العام يكون في حماية من الإصابة بسبب الأجسام المضادة التي لا زال يحتفظ بها من الأم". وقال «السباعي»: "إن المرض ينتقل عن طريق الرذاذ أو اللعاب وأن هناك فترة حضانة للفيروس من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع؛ لكن في بعض الأحيان تظهر الأعراض في وقت أقل يتراوح بين 10 أيام و14 يوما. وأضاف: "بعد فترة الحضانة للفيروس تظهر أعراض عامة غير محددة للمرض، مثل آلام في العضلات وعدم الرغبة في الأكل وصداع وارتفاع طفيف في درجة الحرارة وتستمر هذه الفترة من 3 إلى 5 أيام ويكون الطفل معديا بدءا من نحو3 أيام قبل ظهور الورم وحتى 3 أيام بعد اختفاء الورم، وفي نحو 20 إلى 30% من الأطفال لا تكون هناك أي أعراض. وأشار إلى أنه عقب فترة الأعراض العامة تبدأ الغدة اللعابية التي على جانب الخدِّ في التورم ثم تليها الأخرى على الخد الآخر؛ لكن يمكن تورمهما معا، وتصبح مؤلمة، ويحدث ألم في الأذن ويزداد الألم عن تناول المشروبات الحمضية مثل عصير الليمون أو مضغ اللبان وفي الأغلب يختفي هذا الورم في خلال أسبوع. وأوضح أنه على الرغم من أن الشفاء في الغالب يحدث بسهولة ومن دون مضاعفات؛ إلا أن بعض الحالات النادرة تتطور إلى التهاب بالخصيتين للأطفال الذين يتعرضوا للإصابة عقب مرحلة البلوغ بجانب ارتفاع في درجة الحرارة يصل إلى 40 درجة مئوية، وآلام وإحمرار وتورم في كيس الصفن المحيط بالخصيتين ويزول الالتهاب خلال أسبوع؛ لكن أحيانا يمكن أن يتسبب في ضمور الخصية في حالة إصابة الخصيتين؛ لكن حتى في حالة حدوث الضمور تبقى الإصابة بالعقم نادرة الحدوث. قال «السباعي»: "إنه من الممكن إصابة مريض النكاف بالتهاب الأغشية المخاطية للمخ، ويصاحبه صداع وقيء وارتفاع في درجة الحرارة وتصلب الرقبة؛ ومن النادر أيضا وصول حالة النكاف لدرجة فقدان السمع أو التهاب البنكرياس والإصابة بمرض السكري". ويوضح «السباعي» أن العلاج من التهاب الغدة النكافية يتم في المنزل ويقتصر على علاج الأعراض التي تظهر على الطفل بدون أي مضادات حيوية أو حتى مضادات للفيروس حتى يتماثل الطفل للشفاء بشكل تلقائي، مع الحرص على الراحة التامة للطفل في الفراش لتجنب تطور الإصابة وحدوث المضاعفات. ونصح «السباعي» الأم بإطعام الطفل وفقا لقدرته على الأكل ودرجة قبوله دون ممارسة أي ضغوط عليه لتناول الطعام مع الحرص على مَدِّه بالأحماض مثل الطماطم أو الخل والكثير من السوائل متجنبة المشروبات الحمضية مثل الليمون والبرتقال؛ لأنها تتسبب في ألم أثناء البلع. ويؤكد «السباعي» أن الوقاية من مرض النكاف ميسرة بعد فرض التطعيم الإجباري منه، مشيرًا إلى أهمية تطعيم المراهقين والبالغين الذين لم يتم تطعيمهم إذا كان وجودهم يتصاف في أماكن تضم حالات مصابة، مشددًا على ضرورة عزل الطفل المصاب لسهولة انتقال العدوى.