«وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان» هي أغنية الفنانة الكبيرة فيروز التي يسمعها الكثيرون منا دون أن يعرف القصة التي كتبت من أجلها هذه الأغنية، فكم من لحن شجي يحمل بين طياته الكثير من القصص الخفية. كاتب هذه القصيدة هو الشاعر العربي اللبناني طلال حيدر، والذي اعتاد أن يشرب فنجان قهوته الصباحي والمسائي على شرفة منزله المطلّة على غابة تقع على مقربة من منزله. مرّت فترة من الزمن عندما كان طلال حيدر يشرب قهوته الصباحيّة، وهو يلاحظ دخول ثلاثة شبان إلى الغابة في الصباح وخروجهم منها مساء، وكلّما دخلوا وخرجوا سلّموا عليه. وكان هو يتساءل: ماذا يفعل هؤلاء الشبان داخل الغابة من الصباح إلى المساء ؟ إلى أن آتى اليوم الذي ألقى الشبان التحية على طلال حيدر في الصباح ودخلوا الغابة، وفي المساء خرج طلال حيدر ليشرب قهوته لكنه لم يرَ الشبان يخرجون فانتظرهم لكنهم لم يخرجوا، فقلق عليهم، إلى أن وصله خبر يقول: إنّ ثلاثة شبّان عرب فلسطينيين قاموا بعملية فدائيّة وسط الكيان الإسرائيلي، وعندما شاهد صور الشبّان الثلاثة فوجئ أنّ الشبان الذين استشهدوا هم نفسهم الشبان الذين اعتاد أن يتلقى التحية منهم في الصباح والمساء. فكتب قصيدته قائلًا: وحْدُن بْيبْقوا مِتِلْ زهْر البيلسان وحْدُن بْيقِطفوا وْراق الزّمان بيْسكّروا الغابي بيضَّلهُن متل الشتي يْدقّوا عَلى بْوابي عَلى بْوابي يا زَمان يا عشِب داشِر فوق هالحيطان ضوّيت ورد الليل عَ كْتابي برج الحمام مْسَوّر وْعالي هجّ الحمام بْقيْت لَحالي لَحالي يا ناطْرين التّلج ما عاد بدكُن ترجعوا صرِّخْ عَلَيهُن بالشّتي يا ديب بَلْكي بْيِسْمَعوا وحْدُن بْيِبْقوا مِتِلْ هالغَيم العتيق وحْدُن وْجوهُن وْعتْم الطّريق عم يقْطعوا الغابي وْبإيْدَهُن متل الشتي يْدِقُّوا البِكي وْهنِّي عَلى بْوابي يا زمان مِنْ عُمِرْ فَيّ العشبْ عَ الحيطان مِن قَبِلْ ما صار الشجر عالي ضوِّي قْناديل وأنْطُر صْحابي مرقوا فلُّوا