الثأر هي كلمة السر التي أجمع عليها كل المصريين باختلاف اطيافهم. الثأر من العدو الإسرائيلى الذي اغتصب سيناء في غفلة من الوقت ولم تتح الفرصة لأبناء الجيش المصرى وقتها للدفاع حتى عن أنفسهم. هذه الكلمة الغريبة كانت مفتاح السر التي بنى بها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خطة الدفاع عن مصر واسترداد سيناء المغتصبة من العدو الصهيونى الذي ساعدته كل وسائل الإعلام العالمية في نشر صلفه واستفزازه للمصريين. ولكن الزعيم الراحل عبد الناصر قالها منذ البداية: ما أخذ بالقوة لا بد أن يعود بالقوة: واجتمع حوله الشعب بقواته المسلحة التي بدأت بتدارك الاخطاء التي تسببت في جولة 67 لتبنى من جديد قوات مسلحة حديثة على أحدث الأساليب العلمية المتقدمة. ودارت عجلة التدريب على قدم وساق بالتوازى مع العمليات العسكرية للصاعقة وعناصر الاستطلاع خلف خطوط العدو التي زلزلت تحتهم أرض سيناء وجعلتها تشتعل بنيران الجحيم يوميا ليعلنوا أن هذه أرض مصرية لن نتركها لكم حتى ولو امتلأت بالجثث سواء الشهداء أو جثث العدو التي احترقت من هول عمليات الصاعقة فيما عرف بحرب الاستنزاف التي ظلمها الكثيرون برغم البطولات الفردية لأبناء الجيش المصرى فيها واستشهاد الكثير منهم قبل الحرب. ومن أهم أبطال حرب الاستنزاف الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى واللواء أحمد رجائى عطية واللواء محيى نوح والعميد مجدى بشارة والبطل إبراهيم عبد التواب وسمير عزيز ويسرى عمارة وغيرهم الكثيرون من أبطال الصاعقة والمدفعية والطيران الذين تتزين صفحات هذا الملف بأسمائهم وبطولاتهم الخالدة. ثم تم حبس الأنفاس ليشرق صباح يوم السادس من أكتوبر يحمل عبق الحرب المقدسة من أبناء الجيش المصرى البواسل الذين حاربوا بكل شجاعة وجسارة متحدين أحدث الأسلحة التي تمتلكها إسرائيل ومن يقف خلفها مرددين: الله أكبر ...الله أكبر تزلزل الأرض والسماء وتصبح كالبركان الذي يبتلع داخله عدوا مغتصبا. إنها روح أكتوبر التي عبرت بصراحة عن إمكانيات الجندى المصرى الذي صبر سنوات يترقب هذه اللحظة وكانت أكتوبر المفاجأة التي اذهلت الجميع في مصر والعالم وكسرت اسطورة إسرائيل بأنها الجيش الذي لا يقهر وأنها مسنودة من دول عظمى وتمر الأيام وتسترد مصر كل شبر من أرضها وكل حبة رمل ضاعت في سابقة هي الأولى من نوعها في العالم أن تعود أرض محتلة بكامل حدودها دون شروط أو عائق كما يدعى البعض. وبمناسبة ذكرى احتفالات أكتوبر تحية لرجال القوات المسلحة البواسل الذين يثبتون كل يوم أنهم فعلا خير أجناد الأرض وتحية لأرواح الشهداء الذين ارتوت بهم أرض سيناء الغالية المقدسة.