كتب الرئيس الراحل محمد أنور السادات فىالعدد الثامن والعشرون من مجلة التحرير يتحدث عن الثورة تحت عنوان «قانون الثورة أشرف وأعظم.... وليخاطب المواطنين ويحثهم على نبذ الخلاف قائلا:لن نضل الطريق أبدا.. فأعمالنا تصدر دائما عن إحساس الشعب ونحن بعد لسنا إلى اليوم إلا فى الثورة.. حقيقة يجب أن لا تغيب عن الأذهان.فإلى اليوم لسنا إلا فى ثورة ويقتضينا شرف هذه الأمة وحاضرها ألا نغفل الأعين لحظة واحدة بل أن نسارع إلى الشر نمحوه فى مهده قبل أن يستشرى فيأتى على الأخضر واليابس.ماذا يريدون من الثورة وهى تحمي مقدرات شعب ومستقبله وهناك عدو يعيش على أرض هذا الشعب ينفث سمومه بالفرقة والتخاذل وعدو تستبد به الأطماع والشهوات.هل يريدون من الثورة فى كل هذا تغيير القوانين العادية بمنطقها وعقليتها لأنها السبيل الوحيد لتوفير الضمانات؟أيه ضمانات هذه التى تبكون عليها يا أهل العلم والعرفان الضمان الوحيد الذى أحسه وتحسه معى الملايين من هذا الشعب هو ضميرالثورة وهو أقوى وأسمى من كل الضمانات التى يعرفها الوجود.. إنه ضمير هذه الثورة الذى جنب الأرض الطيبة أنهارا من الدماء كان يجب أن تسيل فعلا قربانا لهذا الوطن .. قتلوه وسلبوه وظلموه وأهانوه وأؤكد لكم أن الغالبية العظمى فى هذا الوطن ما زالت تطالب وبشدة باتخاذ هذا الإجراء.إنه ضمير هذه الثورة الذى أتى أول ما أتى على الظلم الاجتماعى فنسف تلك الصورة البشعة التى جعلت من طائفة ضئيلة أسيادا يملكون كل شىء.إنه ضمير هذه الثورة الذى جنب البلاد الإفلاس والوقوع فى الهاوية فلم يصبح سرا أن الخزينة كانت مدينة وقت قيام الثورة وإن كارثة كبرى كانت تهدد البلاد لو لم تقم الثورة، فزال التهديد بعدم صرف المرتبات وهو ما كانت ستصير اليه الامور.إنه ضمير هذه الثورة الذي يطالب كل يوم بأن يتقدم كل صاحب رأى وكل صاحب خبرة لكى يناقش بحرية وصراحة كل ما يريد فقد أعلنت الثورة أنها ملك للجميع وليست وقفا على أحد وأعلنت إنها باقية وستبقى بإرادة الله وبإرادة هذا الشعب. أيها المواطنون..إننى أقولها صراحة وعن إيمان إن أحلك فترة مرت بهذا البلد كانت تلك الفترات التي سيطرت فيها تلك العقلية الجدلية على مصائر هذا الوطن فانقلب الباطل حقا وعشنا زهاء نصف القرن فى مناقشات وخطب وهتافات.عشنا نستصرخ القوانين التى أباها الدستور لكى تحكم فئة دون فئة فتنعم بالمغانم والاسلاب وعلمنا الجدل أن نطحن بعضنا.. حتى بلغ الجدل قمته ولوث هؤلاء الجدليون بعضهم البعض بذلك المنطق الرخيص وسخر منهم المستعمر فأذلهم بلقمة الحكم وأذل بالتالى هذه البلاد واستباح حرماتها. أيها المواطنون.إنبذوا هؤلاء الجدليين.. وأنبذوا معهم جيلا مضى من الفرقة وأمنوا معى بإلهنا العظيم الذى لا يحبنا إلا شرفاء أقوياء ولنسأله جميعا أن يمنعنا الجدل وأن يهبنا العمل.