حذر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء، من خطورة المحاولات المتكررة من قبل عدد من تيارات الإسلام السياسي والحركات المتطرفة، وعدد من الدول لإضفاء الشرعية على الأعمال الإرهابية والتخريبية التي تستهدف أمن مصر واستقرارها، وجرها إلى مربع العنف والفوضى الذي سقطت فيه بعض الدول في المنطقة العربية والإسلامية. جاء ذلك في أعقاب عقد مؤتمر لعدد من العناصر المتطرفة والمتورطة في أعمال العنف والعمليات الإرهابية، تحت عنوان «رابطة علماء أهل السنة» بإحدى الدول المعروفة بعدائها الشديد لمصر، والذي شهد هجوما على مؤسسات الدولة والقوات المسلحة وتبرير القتل والعنف ضد المواطنين. وأكد المرصد أن هذا المؤتمر المُسمى ب«رابطة علماء أهل السنة» عبر عن كل الأطراف والتيارات التي خرجت من رحم ما يسمى بحركات «الإسلام السياسي» والتي تبنت العنف سبيلا للحصول على المكاسب المادية والسياسية، والتي لا تمانع أبدا في التعاون مع الجهات الأجنبية والحركات العابرة للحدود للنيل من أوطانها وبلدانها وإنهاك شعوبها ودفعهم إلى دائرة العنف المفرغة. ونبه المرصد إلى أن هذا المؤتمر كان بمثابة عرض خدمات لتلك الجماعات أمام الجهات الأجنبية للفوز بصفقات والحصول على دعم دولي من جهات مشبوهة لتنفيذ مخططات خبيثة داخل البلدان والدول الإسلامية، حيث مَثل التجمع الأكبر للتيارات المتطرفة في المنطقة العربية لعرض خدماتها أمام الجهات الأجنبية صاحبة المصلحة في زيادة مساحة الفوضى والعنف في المنطقة. وأضاف أن المؤتمر لم يخرج بنتاج شرعي أو اجتهاد فقهي محدد يمكن أن يكون عُرضة للنقاش والرد، وإنما كان تدشينًا لتحالف تيارات العنف والتطرف، والأطراف الداعمة له، من أجل شرعنة العنف والقتل باسم الدين، مستغلة في ذلك عددا من الشعارات التي دأبت تيارات الإسلام السياسي على مر التاريخ على استخدامها وتوظيفها لخدمة أهدافها وتحقيق مآربها. وأشار المرصد إلى أن البعد الطائفي كان حاضرًا وبقوة في هذا التجمع، الذي عبر عنه عنوان المؤتمر باعتباره تجمعًا لعلماء أهل السنة على حد تعبيرهم، وهي مسميات تسعى لترسيخ الطائفية وخدمة الأجندات الخارجية في إعادة تقسيم المنطقة العربية والإسلامية إلى دويلات طائفية متناحرة ومتحاربة. وأكد المرصد ثقته الكاملة والكبيرة بصلابة الجبهة الداخلية المصرية، وقدرة المؤسسات الوطنية على التصدي لمثل تلك المخططات والأجندات الخبيثة، وعلى المكانة الكبرى والخاصة للأزهر الشريف في قلوب وعقول الأمة الإسلامية قاطبة، باعتباره منارة العلم ومنبر الهدى في العالم الإسلامي، وعلى قدرة مصر وشعبها في إحباط هذه المخططات وحفظ أمن الوطن وسلامته من التهديدات الإرهابية المحدقة من هنا وهناك.