في أحيان كثيرة ينجح الذكاء وسرعة البديهة في تحويل دفة الأمور إلى غير المتوقع، مثلما فعل الطيار حازم مختار، فقبل أيام قليلة من تحطم طائرة مصر للطيران البوينج 767 قبالة السواحل الأمريكية في 31 أكتوبر 1999 ومصرع جميع ركابها وطاقمها البالغ عددهم 217 فردًا، وبالتحديد يوم الثلاثاء 19 أكتوبر تم اختطاف طائرة مصرية عقب إقلاعها من المطار التركى بإسطنبول «أتاتورك»، عندما اقتحم المختطف كابينة القيادة وهدد طاقمها، مستخدمًا قلمًا لم يتبين منه أفراد القيادة. يومها طلب المختطف توجه الطائرة إلى مطار صوفيا ببلغاريا بدلًا من القاهرة، إلا أن السلطات البلغارية رفضت استقبال الطائرة، فطلب التوجه إلى مطار هيثرو، قبل أن يبلغه قائد الطائرة حازم مختار بأن الوقود لا يكفي، وأقنعه بضرورة الهبوط بمطار هامبورج الألماني، وفور هبوط الطائرة أقنعه بتسليم نفسه للسلطات الألمانية، وساعده في القفز من كابينة القيادة، فتم القبض عليه، وتعرف عليه كابتن الطائرة أمام السلطات الألمانية.