«ملك الترسو، وحش الشاشة، الشاويش خميس، عم عوض».. جميعها ألقاب ارتبطت بالفنان الراحل فريد شوقي، الذي تمر اليوم الإثنين الذكرى ال17 لوفاته. مولده ونشأته ولد فريد شوقي محمد عبده من أب تركي وأم مصرية في 30 يوليو 1920 بحي البغالة بالسيدة زينب، ونشأ في حي الحلمية الجديدة الذي انتقل إليه مع الأسرة؛ حيث كان والده يعمل مفتشًا بمصلحة الأملاك الأميرية بوزارة المالية، وقد حصل على دبلوم من مدرسة الفنون التطبيقية، ثم دبلوم من المعهد العالي للتمثيل. بدايته الفنية نشأ "الملك" وسط أجواء من التذوق الفني؛ حيث كان والده صديقًا للكاتب المسرحي "عبد الجواد محمد"، ما أدى إلى تعلقه بالفن؛ حيث انضم إلى فرقة المخرج المسرحي "عزيز عيد"، وظل يتردد على مسارح شارع عماد الدين مؤديًا أدوار الكومبارس في فرق يوسف وهبي ونجيب الريحاني وعلي الكسار. قدم أول أدوار البطولة خلال مسرحية "الضحية" على مسرح "برنتانيا"، بينما جاءت انطلاقته الفنية من خلال فيلم "الأسطى حسن" الذي شارك فيه بالتمثيل أمام الفنانة هدى سلطان وماري منيب وشكوكو، لتتوالى أعماله بعد ذلك. انطلاقته الفنية برع "وحش الشاشة" في تقديم أدوار الفتوة والبطل؛ نظرًا لما كان يتمتع به من قوة جسدية أهلته للعب ذلك الدور، كما شارك في تأليف عدد من أهم أفلامه ومنها "جعلوني مجرما، والفتوة، وعنتر بن شداد، وبطل للنهاية"، حتى بلغت أعماله الفنية أكثر من 300 فيلم، كان آخرها "الرجل الشرس" لياسين إسماعيل ياسين عام 1996. كما قدم شوقي 15 فيلما في تركيا التي سافر إليها بعد نكسة 1967؛ حيث قضى هناك فترة زمنية عمل بطلا ومنتجا مشتركا لبعض الأفلام التركية منها "عثمان الجبار، وحسن الأناضول". في التليفزيون، قدم عددا من الأعمال التليفزيونية المتميزة، منها "البخيل وأنا" و"عم حمزة" و"العاصفة" و"صابر يا عم صابر"، بالإضافة إلى بعض الأدوار المسرحية ومنها "شارع محمد علي" و"البكاشين". أحب الأدوار أما أحب الأدوار إلى قلب الراحل، فكان "الشاويش خميس" في فيلم "رصيف نمرة 5"، وهو الدور الذي فخر به وقال عنه: "بدأنا تصوير الفيلم في يونيو 1955، وعرض في فبراير 1956، وقد استهوتني القصة وملكت فؤادي، ودرست الشخصية جيدًا وتدربت على إحدى السفن على أعمال البحر واختلطت بالبحارة، وعندما جاء موعد التصوير كنت قد استوعبت الدور جيدًا، وساعدتني قصة الفيلم على الأداء الجيد، إضافة إلى قوة وبراعة نيازي مصطفى في إخراجها على الشاشة". أبو البنات وعلى الجانب الشخصي، تزوج "الملك" خمس مرات، الأولى من ممثلة هاوية وهو في الثامنة عشر من عمره، ولكن سريعا ما وقع الانفصال بسبب غيرتها الشديدة عليه، ثم تزوج من محامية أحبها كثيرًا، وقال لها إن لم تتزوجه سينتحر، ثم تزوج من ممثلة غير معروفة هي زينب عبد الهادي وأنجب منها ابنته "منى"، ليتزوج للمرة الرابعة من النجمة الراحلة هدى سلطان التي أحبها حتى وفاته رغم الانفصال، وأنجب منها ابنتيه "ناهد ومها"، ثم كانت آخر زيجاته من السيدة سهير ترك، التي ظلت معه حتى وفاته وأنجب منها "عبير ورانيا"، لذلك لقب ب"أبي البنات". وفاته وفي 27 يوليو 1998 توفي الفنان "فريد شوقي" عن عمر ناهز ال78 عاما، تاركا وصية تقتضي بعدم بيع شاليه المعمورة وأن يباع مكتبه، كما ترك فيلا بالعجوزة، ولكن بعد رحيله دبّ خلاف على التركة بين ورثته الخمس بنات وأرملته سهير ترك، وشقيقتيه نفيسة وعواطف، ووصل بهم الأمر إلى ساحة القضاء.