سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الراقصة والسياسة.. تحية كاريوكا أخفت السادات عن عيون الاحتلال.. ودخلت السجن بعد انتقاد حكومة عبد الناصر.. حكمت فهمي تتعاون مع الألمان ضد الإنجليز.. ونجوى فؤاد تستغل صداقتها ب«كسينجر» لصالح مصر
فارق كبير بين نماذج من الراقصات أمثال "تحية كاريوكا، ونجوى فؤاد، وحكمت فهمي"، وبين "برديس، وصافينار" ومَن على شاكلة الأخيرتين. التاريخ الفني والشهرة المبنية على الموهبة في لغة الجسد لصالح الثلاث الأوليات، بينما شهرة الإثارة واللعب على وتر الغرائز من نصيب الباقيات. كاريوكا المناضلة إلقاء مباحث الآداب، اليوم الأربعاء، القبض على برديس بتهمة التحريض على الفسق والفجور واقتياد الشرطة لها ببدلة رقص خليعة يطرح في الأذهان فكرة الراقصة التي تدخل السجن رافعة شعار "قلة الأدب صنعتي"، وأخريات دخلن المعتقلات تحت لواء تسديد ضريبة الوطنية والتي على ما يبدو باتت غائبة عن راقصات الأيام الحالية. تحية كاريوكا كانت واحدة من أفضل الراقصات في تاريخ الفن المصري ومع ذلك كان لها دور سياسي وطني، ودفعت من حريتها ثمنًا له، وتم اعتقالها في عهديّ "الملك فاروق، والزعيم جمال عبد الناصر" الذي انتقدت حكومة عبد الناصر واعتبرت أداءها باهتًا لا يختلف عن فترة فاروق، وكانت "تحية" قد أخفت الرئيس السادات بعيدًا عن أعين الاحتلال الإنجليزي في بيت شقيقتها قبل قيام ثورة يوليو، أثناء فترة طرد الرئيس الأسبق من الجيش. على درب كاريوكا، سارت نجوى فؤاد، ولعبت دورًا هامًا في السياسة، واستغل النظام المصري في فترة السادات وأوائل حكم مبارك علاقتها القوية بوزير الخارجية الأمريكية وقتئذٍ هنري كيسنجر، والذي أعجب بها وأصبح بينهما صداقة قوية. وذكر "كسينجر" في مذكراته تلك العلاقة مشيرًا إلى أنها كانت من أفضل وأجمل الذكريات في حياته وضمت المذكرات مفاجأة، حيث أن الرئيس الأمريكي كارتر، حضر إلى مصر خصيصًا لمشاهدة "نجوى" بعد روايات وزير خارجيته عنها. حكمت والألمان وقبل "نجوى" و"كاريوكا" سبقتهما إلى خندق الوطنية، الراقصة حكمت فهمي إبان الحرب العالمية الثانية لكي تقبع في السجن لمدة عامين ونصف بعد أن تعاونت مع الألمان ضد الاحتلال الإنجليزي من خلال ضابط مصري تعرفت عليه، هو الرئيس أنور السادات. ورغم الشهرة الواسعة والأموال الوفيرة التي حصلت عليها "حكمت" من رقصها بقصور ملوك ورؤساء الدول الأوربية في تلك الفترة، إلا أنها لم تستسلم لعيشة الرفاهية والترف، وقررت أن يكون لها دور وطني لخدمة بلادها، خصوصًا في ظل حالة الكره والعداء الشديد الذي كانت تُكِنَّه لسلطات الاحتلال البريطاني آنذاك. راقصات القرن الواحد والعشرين، تخلين عن منهج الوطنية وقررن أن يكون دخولهن للسجون من طريق نشر الإباحية والفسق والفجور وفق الاتهامات الرسمية التي وجهتها السلطات المختصة لهم، بل أن بعضًا منهن واجهن أحكامًا بالحبس لإهانة العلم المصري والرقص به بشكل مسيء، بينما أمثال "كاريوكا، وفهمي" فقد كن يهدفن لرفعه لعنان السماء.