[email protected] إذا كان الموساد يقف وراء العمل الإرهابى الذى استهدف النقطة الحدودية قرب معبر كرم أبو سالم، كما تقول جماعة الإخوان المسلمين، فلماذا أصدر الرئيس مرسى، وهو الإخوانى العقيد،تعليماته للقوات المسلحة بتصفية البؤر الإرهابية الموجودة فى سيناء، وسكت على قيامها بغلق الأنفاق مع قطاع غزة، ولم يصدر عنه أى احتجاج على اسرائيل أو تصرف عبر عن غضبه تجاهها سواء بسحب السفير المصرى من تل أبيب أو طرد سفيرها من القاهرة؟! ما تقوم به القوات المسلحة الآن من ملاحقة للإرهابيين فى سيناء يعنى أن قيادتها مقتنعة بأن من دبر وخطط ونفذ لعملية قتل ستة عشر مقاتلا مصريا هى جماعات إرهابية استفادت من غفلة سياسية وأمنية عاشتها سيناء، وأيضا استفادت مما تحصل عليه من دعم لوجستى عبر الاأفاق مع غزة، ساعدها على أن تنمو وتترعرع، حتى صارت خطرا فادحا يهدد الأمن القومى المصرى كله وليس أمن سيناء وحدها. والرئيس مرسى لم يستنكر ما تقوم به القوات المسلحة أو يعلن معارضته له، أو سعى لوقف عملياتها... بل على العكس يبدى كل يوم الترحيب به والدعم له، وذهب إلى سيناء ليتفقد بنفسه أعمالها القتالية، ولكى يتناول طعام الإفطار مع مقاتليها! فهل يتبنى الرئيس مرسى هنا موقفا يتناقض مع موقف جماعته التى جاءت به إلى مقعد الرئاسة؟! الاجابة البديهية والمنطقية بالطبع لا.. لأنه بصراحة لا يقدر أن يتبنى موقفا يتعارض مع الجماعة وإلا سعت لإخراجه من مقر الرئاسة، بدلا مما تقوم به من دعم ومساندة له بحشد التأييد الجماهيرى الواسع له، لدرجة مطالبة المرشد المسلمين بالاعتكاف فى العشر الأيام الأخيرة من شهر رمضان فى المساجد والدعاء لولى الأمر، خاصة بعد أن زادت شكوك قطاعات من الناس فى قدرات رئيسها على حل مشاكلها، التى تتزايد حدة يوما بعد يوم. إذن.. لماذا هذا التناقض الغريب بين الموقف السياسى المعلن لجماعة الإخوان وبين الموقف العملى الذى اتخذه الرئيس مرسى الذى هو أحد قياداتها؟! الأرجح أن جماعة الإخوان المسلمين تدرك فى قرارة نفسها أن الحادث البشع الذى أودى بحياة مقاتلينا فى سيناء هو من تدبير جماعات إرهابية تكفيرية أو جهادية كما تصف نفسها.. وتدرك الجماعة.. أيضا أن هذه الجماعات استغلت الأنفاق التى تديرها حكومة حماس فى الحصول على دعم لوجستى من جماعات مماثلة داخل قطاع غزة، يتخذ أشكالا متعددة ابتداء من التدريب على القتل والتفجير، وانتهاء بالحصول على السلاح والدعم.. وهذا وحده هو الذى يفسر ترحيب الرئيس الإخوانى مرسي بما تقوم به القوات المسلحة فى سيناء لمطاردة الإرهابيين وتصفية البؤر الإرهابية. لكن الجماعة لا تريد الاعتراف بذلك علنا حتى لا تحرج نفسها، لأن غزة تحت سيطرة ابنتها حركة حماس، وبالتالى تتفادى بذلك الاتهامات التى قد تطالبها أنها تسكت على رعاية الجماعات الإرهابية التى تهدد الأمن القومى المصرى. باختصار الجماعة تريد أن تعفى نفسها وابنتها حماس من أية مسئولية فيما آلت إليه الأمور فى سيناء التى صارت مرتعا للإرهاب.. على أن ذلك من شأنه أن يمنح الإرهابيين فرصة للنجاة بدلا من أن يمنحنا نحن فرصة القضاء عليهم والنجاة من شرورهم. فلن ننجو من الإرهاب إلا إذا اعترفنا صراحة بأننا نحتاج لخوض حرب شاملة ضد جماعاته المختلفة أيا كانت الأسماء التى تنتحلها وجففنا منابع الدعم اللوجستى والسياسى له وطهرنا مجتمعنا من التطرف الدينى.. وهذا ما تأبى جماعة الإخوان الاعتراف به!