أعطى البرلمان اليوناني، الضوء الأخضر لحكومة ألكسيس تسيبراس؛ من أجل التفاوض على خطة مساعدة جديدة تعتمد على مقترحات "بعيدة" عن الوعود التي أطلقها في حملته الانتخابية، ولكنها استقبلت بالترحاب من قبل الدائنين. وصوت البرلمان اليوناني بغالبية 251 صوتًا (من أصل 300 نائب) على هذه المقترحات، التي تستعيد في خطوطها العريضة ما كان الدائنون يرغبون به، ما ينعش الأمل مجددًا في إمكان التوصل إلى اتفاق يسمح للبلاد بالبقاء في منطقة اليورو. وكشف مصدر أوربي، مساء أمس الجمعة، أن المؤسسات الدائنة الثلاثة هي (الاتحاد الأوربي والبنك المركزي الأوربي وصندوق النقد الدولي)، اعتبرت مقترحات أثينا "إيجابية" وتشكل "قاعدة للتفاوض"؛ من أجل حصول اليونان على حزمة مساعدة ثالثة بقيمة 74 مليار يورو. في الوقت نفسه، وقف رئيس الوزراء اليوناني تسيبراس أمام البرلمان، داعيًا النواب من كل التوجهات إلى التصويت على خيار "المسئولية العليا"، وأن يجيز له التفاوض بشأن هذه الخطة، معترفًا في الوقت نفسه بأن الحكومة ارتكبت "أخطاء"، وأن الخطة "بعيدة جدًا" عن وعود حزبه "سيريزا"، ولكنها تبقى في نهاية المطاف أفضل الممكن. وأثارت هذه التنازلات اعتراضات في صفوف اليسار الراديكالي؛ إذ امتنع ثمانية نواب عن التصويت، وصوت نائبان ضد المقترحات، فيما تغيب سبعة عن جلسة التصويت، بينهم وزير المالية السابق يانيس فاروفاكيس. وسيدرس وزراء مالية منطقة اليورو، المقترحات قبل التوصل في أفضل الحالات إلى "اتفاق سياسي" قبل انعقاد قمة استثنائية للدول الثماني والعشرين، غدًا الأحد، قد تعيد إطلاق المفاوضات رسميًا، وسيتعلق الأمر بدراسة الوثيقة التي نشرت ليل الخميس، وتلتزم فيها أثينا باعتماد قسم كبير من التدابير التي اقترحتها الجهات الدائنة، وذلك بعد مرور أقل من أسبوع على تصويت غالبية الشعب اليوناني ضد نص مشابه جدًا. وفيما اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مقترحات أثينا "جدية" و"ذات مصداقية"، كانت الحكومة الألمانية قد رفضت إبداء رأيها، مؤكدة أنه "لا يمكنها أن تعطي رأيها في مضمون المقترحات خلال هذه المرحلة، وتتريث حتى تصدر المؤسسات رأيها". وكان سبعة إلى ثمانية آلاف شخص، قد تظاهروا ضد مقترح تسيبراس مساء الجمعة، في أثينا بدعوة من النقابة الشيوعية "بامي" وأحزاب اليسار، وكتب على إحدى اللافتات "سيريزا يدعم الرأسمالية". من ناحية أخرى، كتب فاروفاكيس مقالة لصحيفة الجارديان البريطانية، اتهم فيها وزير المالية الألماني فولجانج شويبلة بأنه يريد خروج اليونان من منطقة اليورو؛ لإخافة فرنسا والحض على القبول بما أسماه "نموذج ضبط منطقة اليورو". هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل