أقام تحالف من أنصار الحفاظ على البيئة دعوى قضائية على مسئولي الحياة البرية بالولاياتالمتحدة تقول إن خطة إدارة الحكومة الخاصة بحماية الذئب الرمادي المكسيكي المهدد بالانقراض عديمة الجدوى. ورفع المركز الغربي للقانون البيئي الدعوى بالنيابة عن عدة منظمات أمام إحدى المحاكم الاتحادية في أريزونا قائلا إن خطة الهيئة الحكومية للأسماك والحياة البرية بشأن هذه الذئاب تمثل انتهاكًا لقانون الأنواع المهددة بالانقراض وقوانين أخرى. ويدور النزاع القضائي حول حكم نهائي صدر في يناير الماضي سمح بتخصيص مزيد من الأراضي لتنقل الذئب الرمادي وتجوله لكنه فرض قيودا في الوقت ذاته على أعداده وأتاح صلاحيات جديدة لوكالات الحياة البرية وغيرها بالولاية لقتل هذا الذئب سعيًا لحماية الثروة الحيوانية، فضلا عن قطعان الظبيان والأيائل التي يستهدفها الصيادون. وقال المحامي جون ميلجرين من المركز الغربي للقانون البيئي: "لسوء الحظ فان السياسة تحل محل بيولوجيا الحياة البرية في عدة مواضع رئيسية من خطة الهيئة الحكومية للأسماك والحياة البرية الخاصة بالذئب الرمادي". وأضاف: "هدفنا في هذه القضية هو إعادة العلوم إلى مكانها في مجال إدارة أحوال الذئب الرمادي المكسيكي بالولاياتالمتحدة"، ورفضت الهيئة الحكومية للأسماك والحياة البرية التعليق على هذا النزاع القضائي. وقالت الهيئة إن الأمر يتطلب وضع من 300 إلى 350 من الذئاب الرمادية في مناطق جنوبية غربية من البلاد حتى تعتبر أعداد هذه الحيوانات قد تعافت وخرجت من تحت مظلة الحماية بموجب القانون الاتحادي للأنواع المعرضة للانقراض. ويقول أنصار الحفاظ على البيئة إن ذلك ليس كافيًا ليكفل عودة أعداد الذئب الرمادي بقوة وقالوا إن الأمر يتطلب 750 ذئبًا لحياة الحيوان على المدى الطويل. وقفزت أعداد الذئب الرمادي -أكثر الثدييات المعرضة للانقراض في أمريكا الشمالية والذي يقتصر وجوده على جنوب غرب الولاياتالمتحدة- إلى 109 في عام 2014 ما يشير إلى رابع عام على التوالي تواصل فيه أعداد الحيوان الزيادة بنسبة عشرة في المائة على الأقل. لكن بيثاني كوتون، مدير برنامج الحياة البرية، في إحدى الجهات التي أقامت الدعوى، قال إن هذه الزيادة "ليست سريعة بالقدر اللازم"، وكان نبأ ظهور الذئب الرمادي في أواخر عام 2011 في شمال كاليفورنيا قد تصدر عناوين الأخبار ليصبح أول حيوان بري من نوعه يتأكد وجوده في ولاية أوريجون الذهبية منذ 87 عاما. كانت الذئاب الرمادية -التي تستوطن في ولاية أوريجون أصلا لكن أعدادها تراجعت نتيجة حملة لإبادتها في مطلع القرن العشرين- قد عادت لأول مرة إلى المنطقة عام 2008 وانتشرت لتشمل عدة مناطق في الولاية الواقعة في شمال غرب الولاياتالمتحدة وتطل على المحيط الهادي. وقال مسئولون بولاية أوريجون لدى هيئة الأسماك والحياة البرية الأمريكية إن أعداد الذئب الرمادي التي كانت قد شهدت تناقصًا في الآونة الأخيرة تعافت لتصل إلى 77 ذئبًا على الأقل، مشيرة إلى تزاوج الحيوان وتكاثره الآن في منطقة واسعة.