بادئ ذى بدء أتوجه بالتهنئة إلى الدكتور محمد مرسي بتنصيبه رسميا رئيسا خامسا للجمهورية المصرية و ذلك بعد القسم الدستورى امام المحكمة الدستورية و حفل تنصيبه رسميا . و السؤال الذى يدور فى ذهن كل مصرية و مصري مصر الى أين فى ظل رئاسة الدكتور مرسي ؟ هل تشهد مصر استقرارا حقيقيا ام ستستمر حالة الفوران المجتمعى و السياسي ؟ و الى اى مدى يستطيع الدكتور مرسي تحقيق نهضة حقيقية كما جاء فى برنامجه الانتخابي ؟ و الى اى مدى ستتعاون اجهزة الدولة المختلفة او ما يسمى بالدولة العميقة مع الرئيس محمد مرسي ؟ و ايضا كيف ستكون العلاقة بين الرئيس مرسي و القوات المسلحة و تحديدا المجلس العسكري ؟ فى هذا المقال سأحاول إلقاء الضوء قدر الإمكان على تلك النقاط ،محاولا البحث عن اجابة حقيقية ربما تغنى و تسمن من جوع .. فى تقييمى على مستوى الحراك الثورى ستذهب مصر فى اتجاه الاستقرار فى ظل قناعة كثير من القوى الثورية ان الدكتور مرسي كان مرشحا للثورة خاصة فى جولة الاعادة و بالتالى فهو رئيس ثورى مفترض فيه التزامه بمبادئ و اهداف الثورة و بالتالى سوف تكون قراراته منصبة فى هذا التوجه ، إلا انى اعتقد ان هذا الهدوء و الاستقرار ليس بالنهائي او بالاحرى ليس بالمجانى، حيث ان التشككات من مسار اداء جماعة الاخوان و قياداتها خاصة ,وأن الرئيس مرسي يعتبر رمزا تاريخيا داخلها اقول إن تلك التشككات حاضرة داخل العقل الجمعى للثوار او القوى الثورية والتى لها تجارب اقل ما توصف به أنها مريرة مع جماعة الاخوان و التى لولا ان منافس مرسي كان هو شفيق لربما تغير كثير من الامور ، و على ذلك اعتقد انه رغم الاعتبارات الثورية و الآمال المعلقة على مرسي فى هذا الصدد فإننى استطيع القول ان مرسي بالنسبة لتلك القوى الثورية فى فترة اختبار للقرارات التى سوف يصدرها و هل فعلا سيقوم بالافراج عن المعتقلين و المحبوسين عسكريا و هل سيقتص قانونيا للشهداء وغير تلك الامور و التى لو لم يحققها مرسي اعتقد اننا سوف ندخل فى حالة من عدم الاستقرار المجتمعى و السياسي و التى ربما تكون اكثر عنفا مما سبق لأنها سوف تكون مرتبطة فى ذلك الوقت بحالة إحباط . حالة الاحباط السائد داخل كثير من قطاعات المجتمع و المستمرة منذ سنوات و التى سببها تردى الوضع الاقتصادى و الامنى و توسع رقعة البطالة و انحدار مستويات التعليم و الصحة و غيرها من الامور تجعل الآمال الشعبية على سياسات مرسي كبيرة فالشعب و هو صاحب السلطة الحقيقي و صاحب القرار له اولويات لو فشل مرسي فى علاجها لربما ثار عليه و السؤال اعتقد ان احتمالية نجاح مرسي و فشله فى تحقيق تلك الامور متساوية و تتوقف على مدى قدرة فريق مرسي و حكومته على خلق الآليات اللازمة لتحقيق هذه النهضة المنتظرة و ان كنت اتوقع نجاحا جزئيا و ليس كلىا لمرسي بمعنى اننى اتوقع تحسنا لكثير من الامور و لكن دون حدوث طفرات وقفزات جوهرية . و دعونا نقر ان احد اهم عوامل نجاح رئيس او فشله هو طريقة تعامل بيروقراطية و اجهزة الدولة الراسخة معه فتلك العلاقة قد تكون تعاونية الى ابعد درجة او العكس تماما و توقعات ان العديد من مؤسسات الدولة العميقة و الظاهرة لا ترغب فى التعاون مع مرسي و ذلك لامور ليس هنا مجال تحليلها و ذكرها و بالتالى هذه الحالة من عدم التعاون او حتى احيانا التصارع سوف تعيق محاولات مرسي لتطبيق برنامجه السياسي و الاقتصادى . اما عن علاقة المرسي بالمجلس العسكرى اعتقد انها ستكون قائمة على مبدأ الشد و الجذب او اللين و الشدة و اعتقد أننا الآن فى مرحلة اللين و اعتقد ان ثمة تفاهمات حدثت بين العسكرى و مرسي ادت الى المسار الذى اتخذناه من جولة الاعادة و التى كشفت للكثيرين ان العلاقة بين العسكرى و الاخوان علاقة مصالح لا اكثر و بالتالى يمكن فى لحظات أن تنهدم ، = فالعلاقات بينهم ستكون على ميزان و شعرة و ربما الدستور القادم يبلور بشكل اكثر وضوحا تلك العلاقة فى نمط دستورى ، عموما دعونا ننتظر لنري ما تخبئه لنا الايام و التى نتمناها خيرا على مصر.