كتبت منذ ثلاثة أسابيع محذرا من تحول المنابر الدينية إلى منابر تدعو لأشخاص دون غيرهم بالحق أو الباطل.. وكان عنوان المقال «منابر المساجد فى قبضة الإخوان» وفى نفس المسجد الذى كتبت عنه بوادى حوف أحد أكبر مساجد منطقة حلوان حيث يصلى فيه آلاف المصلين صلاة الجمعة، السيد الخطيب المفوه الذى استورده المسجد للاستعانة بخبرته وعلمه فاجأ الجميع بالهجوم على المجلس العسكرى بشكل مستفز ثم انتقل إلى المرشحين للرئاسة وكان واضحا أنه يدعو للإخوان وحذر من أن هناك مؤامرة ضد محمد مرسى وأبوالفتوح وموسى لإفساح الطريق للفريق أحمد شفيق!!.وهناك قاطعه المصلون ووقف منهم البعض وارتفعت الأصوات وتحول المسجد أو كاد إلى للتناحر والاشتباك هذا إخوانى وذاك فلول.. وثالث أى كلام!!.كل هذا يحدث والشيخ على المنبر لم ينته من خطبته وأخذ يقرأ القرآن، وعندما حدث هذا الهرج والمرج طالبه البعض بإقامة الصلاة.. وبالفعل حدث!!.. ولكن ما أن انتهت الصلاة وحتى اندفع البعض للهجوم ومحاولة الاعتداء عليه وتحولت صورة المسجد من بيت لعبادة الله إلى صورة تسيء للمسلمين والإسلام منها براء.. وأصبح المنبر من مجمع إلى مفرق للجماعة وخرج العقلاء بعيد منسحبين وهم يضربون كفاً بكف.. ويرددون أن الإخوان اعطونا مقلبا وهم وراء كل ما يحدث للأسف الشديد!!.من سوء الحظ لم تنشر مقالتى لظروف الطباعة المبكرة والتى كنت حذرت من احتمالية حدوث مثل هذه التداعيات خاصة بعد إعلان الشيخ أحمد المحلاوى تأييد د. محمد مرسى مرشح الإخوان من مسجد القائد إبراهيم، وحذرت لو كل مسجد أو كنيسة خرجت مؤيدة لمرشح لأصبحت الصورة كارثية لأنه من غير المنطقى أن تتحول المنابر إلى أبواق دعاية وإعلان لأى مرشح أياً كان!!.. وهذا يعد استدارجاً للمنابر إلى قيادة البلاد إلى التفرقة بدلا من الوحدة.. القضية أن الإخوان بالفعل تمكنوا من المنابر وليتهم فعلوا ذلك بعلم لكن للأسف بجهل!!. «اختيارنا د. محمد مرسى احتياطيا للمهندس خيرت الشاطر ليس بدعة ولكنه أمر سبق حدوثه فى غزوات المسلمين.. وحدث هذا فى غزوة مؤتة عندما تم اختيار عدد من القادة فى حالة استشهاد القائد» هكذا برر أحد الأصدقاء الإخوان عندما سألته لماذا الإصرار على ترشيح بديل لرجل الأعمال الإخوانى خيرت الشاطر وهو تبرير غريب الشكل فمثلا غزوة مؤتة بين المسلمين والكفار.. كانت معركة حياة أو موت فى تاريخ الإسلام.. أما رئاسة مصر فهى بين أبناء الوطن الواحد من أجل خدمة مصر!!.. ولا يوجد كفار أو أعداء نريد قهرهم.. بل العكس يجب أن يسود.. يجب أن يقف جميع المرشحين مع من ينجح من أجل إنقاذ مصر مما وصل إليه الحال الآن.. لابد أن تكون القاعدة التى تحرك الجميع هى مصلحة الوطن.. لا.. مصلحة الجماعة الإخوانية أو غيرها.. لأن الطريق الوحيد الذى سيقود مصر لبر الأمان هو التوحد على قلب رجل واحد وإلا فالضياع ينتظر أبناؤنا للأسف الشديد.. أخذ الفيل باشا يرتشف قهوة الصباح مع صديقه القرد أفندي.. فسمع الاثنان ضحك «الحمار» المتواصل وكان الحيوان الوحيد الذى يضحك دون غيره من حيوانات الغابة.. فسأل الفيل باشا عن سبب ضحك الحمار منفردا. فرد القرد أفندى بأن الثعلب المكار قال نكتة بالأمس ضحك عليها جميع الحيوانات إلا الحمار لم يفهمها إلا هذا الصباح. ملاحظة مهمة جدا.. هذه القصة قديمة وليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالمادة «82».. لهذا لزم التنويه.