روح البابا شنودة وذكراه الجميلة كانت سر المشهد البديع الأشبه بمشهد النيل فى إشراقة الصباح لحفل تأبينه الذى أقامته جمعية محبى مصر السلام بمرسى النهر الخالد على ضفاف نهر النيل وضم معرض صور تعكس ملامح من حياة البابا المتنيح فى مراحله المختلفة. الصور الرائعة تحكى حياة «البطريرك» الراحل طفلا جميلا وديعا وشابا يافعا وضباط حازما فى الجيش المصرى وراهبا وبطريركاً قلبه يشع بالحب والتسامح حتى لحظة جلوسه على كرسى مار مرقس ووداعه لمثواه الأخير. الاحتفالية الضخمة حضرها 25 سفيرا وقنصلا من الدول المعتمدة في مصر وعدد من رجال الدولة على رأسهم الدكتور مصطفى كامل وزير البيئة والدكتور عبدالقوى خليفة محافظ القاهرة والدكتور أسامة الفولى محافظ الاسكندرية وحضر من رجال الدين الإسلامى الشيخ سالم عبدالجليل وكيل أول وزارة الأوقاف والداعية السلفى الشيخ محمد على وبدأت بعرض فيلم عن رحيل البابا وعرض صور تعكس محبة الأقباط له فى حياته ومماته وحزن المسلمين على رحيله وغطت صوره وأعلام مصر الاحتفال وتم استخدام الليزر فى رسم صور وكلمات على سطح النيل منها «حكيم العرب.. البابا شنودة الثالث بابا كل العرب - البابا خالد خلود النيل». البابا عاش لأجل وطنه وضحى براحته لأجل السلام فعاش فى وجدان كل مصرى وعربى وأحبه المسلمون والمسيحيون لحرصه على التآخى والتناغم بين أبناء الوطن ولعطائه الزاخر فى سبيل الوحدة الوطنية هكذا قال الدكتور عبدالقوى خليفة عن البابا شنودة الثالث مؤكدا أن البابا أضاف لسمعة الكنيسة المصرية العريقة المزيد من العلم والاحترام والتبجيل وترك رصيدا من الإنجازات ولم يتخل يوما عن حكمة الأب واتسم بفصاحة العالم وفضيلة رجل الدين ولم تفارقه روحه المرحة حتى فىأحلك الظروف. الدكتور محمود عزت مستشار شيخ الأزهر وصف البابا شنودة الثالث برمز الوحدة الوطنية مشيدا بعلاقته الطبية بالأزهر الشريف كاشفا أنه زار مشيخة الأزهر قبل رحيله وقرأ مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وثيقة الأزهر للمبادئ الدستورية كلمة كلمة لمدة ساعة ونصف الساعة قائلا إن البابا كان مفتاح للأمن والأمان معربا أن تظل الكنسية على نهجه بعد رحيله. مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين السابق كان ضمن المدعوين قال : إن الفهم الانسانى العميق لمعنى التآخى هو الذى صاغ شخصية البابا ليصنع منه أحد أعظم المثقفين المصريين وأبقاهم أثرا فى الحفاظ على الوحدة الوطنية والعمل على ترسيخها فى وجدان الجميع مشيرا إلى أنه عرف البابا شنودة منذ أربعين سنة ودعاه لنقابة الصحفيين فى محاضرة شهيرة أعلن فيها رفضه لقرار الفاتيكان تبرئة اليهود من دم المسيح معربا عن أمله فى أن يكون خليفته على نفس صلاحه وعلى نفس نهجه فى حماية حقوق أقباط مصر بالمحبة والعدل والإيمان والحفاظ على استقلال الكنيسة وهويتها الوطنية. «البابا كان عاشقاً لمصر وترابها حريصا على وحدتها الوطنية وعلاقة الكنيسة فى عهده بالأزهر الشريف كانت طيبة وقائمة على المحبة وحضرت له جلسات كثيرة مع الأمام الأكبر شيخ الأزهر كلها كانت تتصف بالمحبة وحضرت له جلسات كثيرة مع الإمام الأكبر شيخ الأزهر كلها كانت تتصف بالمحبة والحميمية وله رصيد كبير من المحبة فى قلوب المصريين مسلمين ومسيحيين بدليل مشهد جنازته» هكذا قال هانى عزيز رئيس جميعة مصر السلام عن البابا الراحل.