الأقباط شاركوا فى صناعة الحضارة العربية والإسلامية والقرآن الكريم تناول الإنجيل وحوارى المسيح بأدب جم والإسلام لم يسع أبدا للتضييق على أهل الأديان السماوية الأخرى وأتاح لهم كل حقوق المواطنة ولم يحرم أحدا منهم من حريته. . بتلك الكلمات الرائعة بدأ الدكتور محمد أبو ليلة رئيس قسم الدراسات الإسلامية بكلية اللغات والترجمة جامعة الأزهر حديثه ل«فيتو» وتكمن أهمية رؤيته العلمية والعقلانية فى أنه متخصص فى مقارنة الأديان وحاصل على الدكتوراة فى مقارنة الاديان فى «موضوع النصرانية من وجهة نظر إسلامية» من قسم الدراسات اللاهوتية كلية الدراسات الإنسانية جامعة «اكسترا» بالمملكة المتحدة. . الدكتور ابو ليلة اكد ان الاسلام لم ينظر ابدا الى المسيحيين على انهم رعايا من الدرجة الثانية وقال ان الاسلام دين الوسطية وتقوم تشريعاته على انتقاء افضل ما فى رسالات الانبياء واقوال الحكماء الذين لم يحرم منهم اى عصر، وأوضح أن الإسلام يحث على التواصل الاجتماعى واحترام الآخر والتعايش معه بحب وتسامح ويهدف من وراء ذلك تعميق القيم الإنسانية المشتركة بين الناس ويعتبرها فريضة لانها تقوى المجتمع وتوحد أبناءه على التعاون والتقوى فالاسلام يبنى سياسته على «الأنا والآخر» ولا يطرد الآخر او يحقره او يقلل من وجوده. عن اسهامات المسيحيين وسماحة الاسلام معهم قال الدكتور محمد ابو ليلة انها كانت موجودة فى مختلف العصور الاسلامية فاطباء الخليفة عبد الرحمن الناصر الاموى كانوا غير مسيحيين وكذلك رؤساء المستشفيات وخواص الخليفة وكانت اموال الزكاة يتم تجميعها فى خزانة بيت المال ويتم توزيعها بالعدل على الجميع مسلمين ومسيحيين وغيرهم. . عن نظرة الإسلام للآخر قال انه لم يفرق بين شخص وآخر على أساس الدين وأعلن حمايته لغير المسلمين مصداقا لقوله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين». . «على الذين يرون انفسهم اوصياء على العبد هذه الايام ان يتذكروا التاريخ الاسلامى بكل مراحله ليروا كيف تمتع الآخر بالحرية الدينية والادبية والاقتصادية وكيف أعطى الإسلام علماء ورجال كل دين الاحتكام الى شريعة دينهم فى احوالهم الشخصية فى ظل الدولة الاسلامية نزولا على قول الله تعالى «ليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه» هكذا قال الدكتور ابو ليلة مؤكدا ان الاسلام لم يطلب ان يتميز اهل الكتاب عن المسلمين فى الزى او الشكل مشيرا الى ان الجميع كانوا يعيشون مع بعضهم ويتناولون الطعام معا ويقبلون الدعوات فى المناسبات للمشاركة فى الافراح والمواساة.