مركز «الإمام علي» ينظم توأمة بين قرية «العصافرة» بالدقهلية وبين إيران، لجلب استثمارات تساهم فى إقامة المزيد من المشاريع المختلفة والخدمية بالمنطقة الصناعية بالعصافرة، التابعة لمركز «المطرية»، وبالطبع واجهت التوأمة معارضة، إذ حسبها المعارضون وسيلة للتشيع وتسفير عدد من أبناء القرية لإيران لنشر المذهب الشيعي. أحمد الغريب أبو القاسم - أحد شباب القرية- يعارض «التوأمة» بقوله: يترأس هذه الوفود المحامى أحمد صبح، وكان قيادياً فى الجماعة الإسلامية، وقضى فى السجن خمسة عشر عاماً، وهو يترأس مركز «الإمام علي» والزيارات التى ينظمها لإيران غير رسمية، لذا فنحن نرفض الاستثمارات الإيرانية لتشككنا فى أسباب التمويل، فهى إما تجسس أو تشييع، وهم يستخدمون الستار الاقتصادى وفقر أهالى العصافرة فى تحقيق مآربهم، إذ يدفع مركز «الإمام علي» للشخص ألف دولار للرحلة الواحدة إلى إيران، كما أن تكلفة الرحلة تتعدى 120 ألف دولار، ولن نسمح بهذه العلاقات الاقتصادية المشبوهة لأنها تمس ديننا ومذهبنا السني. من جهته يدافع منظم رحلات الوفود الشعبية لإيران أحمد صبح، عن المركز والرحلات بقوله: ذهبت لإيران 4 مرات بعد الثورة، عقب خروجى من المعتقل بعد أن قضيت فيه 15 عاما بسبب أنى كنت قياديا فى الجماعة الإسلامية، ولكن الآن أنا منشق عنها وأنا إخوانى سني، وأرفض أن يتهمنى أحد بالتشيع، وذهبت لإيران ومن خلال زيارتى لإيران وجدت أنها تريد إقامة علاقات اقتصادية محترمة مع مصر، ولكن مصر ترفض إقامة تلك العلاقات، وشبابنا لا يجد لقمة العيش الطيبة ووجدت ترحابا من إيران لإقامة علاقات اقتصادية، ولست رجل أعمال، ولكن من فقراء القرية، واعرف احتياجاتهم المادية ونسبة البطالة بها، وبناتها يتعذبن فى الذهاب للعمل فى مصانع بورسعيد ويعدن منهكات، ونحن لدينا منطقة صناعية بها أكثر من نشاط، ولكن لا يستطيعون استغلالها بشكل سليم ومهملة، فاقترحت على الجانب الإيرانى إقامة علاقات اقتصادية خاصة أنهم قالوا لى إن أموال إيران كلها بجانب العلوم والتكنولوجيا الإيرانية فى خدمة مصر والشعب المصري، فى مقابل أن لا نبقى فى ساحة الحرب ضد الصهيونية بمفردنا، ولو أن مصر اتحدت مع تركيا وإيران سنكون أسياد العالم، ولذلك وجدت فى التوأمة مصالح كثيرة وحلا لمشكلة البطالة وجميع المشاكل الاقتصادية التى نمر بها، خاصة أن إيران هى الدولة الوحيدة التى قطعت مصر معها العلاقات الاقتصادية دون سبب، رغم أننا نقيم علاقات مع الصين وعباد البقر والنار، ولكن ما يحدث ليس فيه مصلحة سوى للجانب الإسرائيلى والأمريكي، فدول الخليج تقيم علاقات اقتصادية مع إيران، فمصر أولى من الجميع بتلك الأموال، وسأذهب فى رحلة قريبا مع 35 شخصاً من القرية من كل أطياف المجتمع لإيران، للاتفاق على المشروعات وسوف تكون مشروعات لمصانع ملابس وألبان وأسماك معلبة وتدوير قمامة، وتلك المشروعات تناسب القرية، ونتمنى أن نكون وضعنا نواة للقرى المصرية تحذو بحذونا، ونرى الأموال الإيرانية تتدفق داخل مصر فى صورة استثمارات ونقرب بين الشعبين، وسننظم بعدها رحلات أخرى لإيران للتعرف على الشعب الإيرانى ونكسر العزلة بين الشعبين، ونحن نثق فى الرئيس محمد مرسى أنه سيعيد العلاقات مع إيران وسيعمل على جلب الاستثمارات الإيرانية من قبل رجال الأعمال الإيرانيين ونعمل على التوأمة الاقتصادية التى تجلب لنا المصالح الواسعة،وقريبا ستعود تلك العلاقات بأمر مرسي، وإن لم تعد فالرئيس مرسى يكون قد جاء مكان مبارك بأمر الأمريكان والإسرائيليين وهم الذين يمنعونه، ووقتها سيكون لنا طريقة أخرى فى التصعيد، وسنمارس الضغط الشعبى من خلال المظاهرات ونقاتل من أجل تحقيق ما نطمح له، ولكنى أثق فى الرئيس الذى أعلم أن ضغوطاً خليجية وإسرائيلية وأمريكية تمارس عليه لمنع إقامة علاقات مع إيران، وأعتقد أنه سيتخلص من تلك الضغوط قريبا، كما أؤكد أن الخوف ليس على مصر من إيران، بل العكس الخوف على إيران من مصر، لأن مصر داخلها مخترق ونحن من يحتاج لهم. صبح يعترف بأنه يواجه بالاتهامات بالكفر والتشيع وقد هدد بالقتل من قبل السلفيين بالعصافرة بسبب المشروع الإيرانى مضيفاً: وأنا لست شيعيا ولكنى سني، ولا يوجد شيعى واحد فى العصافرة ولكن السلفية فى العصافرة لا يحبون مصلحة البلد، وينساقون وراء الخطابات الطائفية التى تهدف إلى اشعال فتيل الفتنة بين السنة والشيعة الذى هو خلاف سياسى وليس دينيا، ويعملون على زرع الخلافات بين العائلات، وإن وقفوا فى وجه ذلك المشروع، فهم يقفون ضدنا حقدا وحسدا وخوفا على الأموال التى تأتيهم فى الظلام وأطالب السلفية أن تعود لرشدها، وتبتعد عن السياسة كما كانت من ذى قبل وإيران كالسفينة العملاقة لن توقفها الطحالب الصغيرة. صبح مفجراً مفاجأة بقوله: قدمت دعوة للرئيس الإيرانى أحمدى نجاد لزيارة العصافرة ووافق وفى القريب ستتم تلك الزيارة بعد الاتفاق مع الجانب المصري، وأهالى منطقة الثمانية آلاف فدان - بالقبلبية- ينتظرونه بوليمة وذبح 10 عجول فور دخوله للعصافرة كما أننى أطالب الشعب المصرى أن يقف ورائى لنطالب جميعا بإعادة العلاقات مع إيران لأن تلك المبادرة ستجلب الخير على كل المصريين. معروف صبح - أحد المشاركين فى الوفود الشعبية من أهالى القرية مضيفاً: نحن نتدافع فى قرية العصافرة التى تضم 05 ألف نسمة على إقامة ذلك المشروع الاقتصادى لأننا نريد أن نخرج من عباءة الفقر فى ظل الظروف الصعبة التى نواجهها، ومع ارتفاع نسبة البطالة، والفقر، وذهبت إلى إيران، ولا أخاف لأننى على حق، ولست على باطل، وسادافع عن مبدئى للنهاية، وأتمنى أن تعود العلاقات دون قيود ولا شروط، وأطالب كل القرى المصرية أن تحتذى بنا، وأريد أن أرى قريتى فى مصاف القرى العالمية. بدوره قال معروف إبراهيم صبح - أحد المشاركين فى الوفود الشعبية من أهالى القرية - مضيفاً: بعد أن زرت إيران ووجدت الترحاب البالغ، فلم أشعر بالغربة فى إيران، كأننى كنت فى بلدي، حتى صفاتهم فى أفراحهم ومقاهيهم تشبه المصريين، وأعجبت بأخلاقهم، فلا مصحف محروق ولا أحد يسب الصحابة، كما وجدت الرحمة والأخلاق الإنسانية، وكل المخاوف التى يتم بثها لنا عن إيران هى من الإعلام الصهيوني، والإيرانيون يحبون المصريين ويقدرون حضارتهم، وبعد أن عدنا نتحاكى عن الكرم الذى رايناه أصبحنا نتدافع فى قرية العصافرة التى تضم 50 ألف نسمة على إقامة ذلك المشروع الاقتصادي.