سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
القصة الكاملة لاغتيال النائب العام.. سيارة مفخخة استهدفت موكبه والأمن الوطني والعام والبحث الجنائي يلاحقون الجناة.. نيابة أمن الدولة العليا تحقق وتشييع الجثمان من مسجد المشير طنطاوي بمشاركة السيسي
استيقظت مصر صباح اليوم على حادث إرهابي أثيم راح ضحيته المستشار هشام بركات النائب العام، إثر انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه بالقرب من منزله في منطقة مصر الجديدة، فيما أصيب 8 أخرون بينهم عدد من طاقم حراسته الخاصة ومدنيين تصادف مرورهم بالقرب من منطقة الحادث.. وبعد أقل من نصف ساعة خرجت جماعة إرهابية تطلق على نفسها اسم "المقاومة الشعبية" لتعلن مسئوليتها عن الحادث وتصفه بالنصر العظيم!!.. وما بين خروج النائب العام الراحل من منزله، وحتى استشهاده داخل مستشفى النزهة الدولي تفاصيل كثيرة ومثيرة نرصدها في التقرير التالي: سيارة مفخخة في نحو التاسعة صباحا بدأ المستشار هشام بركات الاستعداد للخروج إلى عمله كما هي عادته كل يوم.. وبعد الساعة العاشرة بدقائق خرج من منزله في مصر الجديدة واستقل السيارة المخصصة له وانطلق وسط موكب حراسته.. وعند تقاطع شارعي سليمان الفارس ومصطفى مختار من شارع عمار بن ياسر بدائرة قسم النزهة، فوجئ الجميع بانفجار سيارة مفخخة كانت متوقفة على جانب الطريق على بعد أمتار قليلة من النائب العام، وأدت قوة الانفجار إلى تفحم السيارة المفخخة بالكامل بينما لحقت أضرار بالغة بسيارات موكب المستشار هشام بركات ونحو 30 سيارة أخرى كما تحطمت واجهات عدد من المنازل.. سادت حالة من الارتباك الشديد في الحركة المرورية بالمنطقة، وخرج أفراد الحرس من سياراتهم وهرعوا إلى سيارة النائب العام التي لحقت بها أضرار بالغة، وأخرجوه من بين الحطام وقد غطت الدماء جسده بالكامل.. نقله على الفور إلى مستشفى النزهة الدولي لإسعافه وسط حالة من القلق على حياته، وفي ذات الوقت تم نقل قائد حرسه الخاص وزميل له ومدني تصادف مروره بالقرب من مكان الحادث مصابين إلى مستشفى هليوبوليس للعلاج.. في هذه الأثناء أعلنت جماعة "المقاومة الشعبية" مسئوليتها عن الحادث. الأدلة الجنائية في مكان الحادث دقائق معدودة وانتقلت قوات الأمن وأجهزة البحث الجنائي التابعة لمديرية أمن القاهرة وخبراء المفرقعات والأدلة الجنائية إلى مسرح الجريمة، وفُرض كردون أمني حول مكان الحادث وتم تمشيط المنطقة بحثا عن عبوات ناسفة أخرى، فيما جمع خبراء الأدلة الجنائية كل شيء قد يقود أجهزة البحث لكشف ملابسات الحادث وعثروا على شريحة تليفون محمول ربما تكون هي المستخدمة في تفجير السيارة المفخخة عن بعد، وبعد فترة قصيرة وصل مدير أمن القاهرة وقيادات المديرية إلى مكان الحادث برفقة أعضاء من النيابة العامة وأجروا المعاينات القانونية اللازمة.. ثم توالى انتقال المسئولين إلى المكان ذاته وكان أبرزهم اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية الذي عاين مكان الحادث بنفسه، والمستشار أحمد الزند.. وبعد أكثر من 3 ساعات كاملة أصدرت وزارة الدخلية بيانا مختصرا أشارت فيه إلى جولة الوزير في مكان الحادث، وأوامره بتشكيل فريق بحث موسع من ضباط الأمن الوطني والعام والمباحث الجنائية لكشف ملابسات الحادث الذي جرى تنفيذه باستخدام سيارة مفخخة.. وتحدثت مصادر أمنية عن استخدام مادة ال"تي إن تي" شديدة الانفجار في الجريمة، وأمرت النيابة العامة بالتحفظ على كاميرات المراقبة الموجودة في الشارع الذي حدث فيه الانفجار، وتفريغ محتوياتها والتي ربما ستكشف الكثير عن مرتكبي الجريمة.. بعد ذلك وصل فريق من ضباط الأمن الوطني ورجال نيابة أمن الدولة العليا إلى مكان الحادث وأجروا معاينات جديدة له، تمهيدا لبدء التحقيق في الجريمة. استشهاد "بركات" وبعيدا عن مكان الحادث والإجراءات التي اتخذتها الجهات القائمة على التحقيق، توافد كبار المسئولين في الدولة على مستشفى النزهة الدولي للاطمئنان على حالة المستشار هشام بركات، ومن بينهم وزراء الداخلية والعدل والأوقاف وغيرهم.. وبداية من الساعة الواحدة من بعد الظهر، بدأت تتسرب الأنباء حول الحالة الصحية للنائب العام، بدأت بإصابته في الأنف والكتف، ثم تعرضه لتهتك في البطن والرئتين ونزيف دموي حاد، ثم تسربت أنباء أخرى عن إصابته في المخ وخضوعه لجراحة دقيقة.. وجاء أقوى التصريحات على لسان وزير الصحة حين أكد أن إصابات "بركات" خطيرة وقد أصيب بثلاث شظايا في الكبد.. بعد دقائق من هذا التصريح، أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة استشهاد النائب العام المستشار هشام بركات متأثرا بإصابته في الحادث الإجرامي الخسيس.. وأعلنت مصادر مقربة من أسرة المستشار الشهيد أن تشييع جثمانه سيتم غدا من مسجد المشير طنطاوي بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وسيوارى الثرى في مقابر الأسرة بمدينة نصر.