الشعور بالانتقام يداهمنا جميعا عندما تجرح مشاعرنا جرحا عميقا، وهناك من يتمادى فى الانتقام ويسير وراءه، ولكن هناك من لديه قدرة الصفح عن الآخرين وهذه هبة من الله لا يمتلكها الكثيرون، وإنها من الخصال التى تجعل الإنسان هادئ النفس مستقرا، فهل جربت الصفح عمن جرحوك ولو مرة واحدة. وينصح خبير التنمية البشرية "ديفيد فبسكوت" بتجربة إحساس الصفح، ولتسأل نفسك سؤالا، ما هو الهدف من وراء إبقائك جرحك حيًا.. هل لتبرر غضبك وتشعر نفسك بالرضا إزاء تخطيطك للانتقام.. ليس هناك من خير فى عقل ملىء بالكراهية. فعندما لا تصفح وتسامح من أساء إليك، فإنك تتجمد من الكراهية، لا تريد أن تصفح ؟ ربما يكون لديك قائمة طويلة من الأسباب الوجيهة لذلك. لكن ودون الدخول فى جدال حول حقيقة أنك قد جُرحت، فإن هناك سؤال لابد أن يُطرح ألا وهو لماذا أنت الوحيد الذى مازال يعانى ؟ إن التسامح هو الخطوة التالية والأخيرة أيضًا.. هو أن تتحرر من إحساسك بالجرح. إذا كنت مستمرًا فى إلزام نفسك بالبقاء فى قيد ألمك لأنك تريد أن توضح لمن جرحك قدر الألم الذى سببه لك، أو تتصرف على نحو انهزامى، وتميل دائمًا تجاه الإحساس بالفشل، وتدع النجاح يتسرب من حياتك، وتبرر ألمك بتمثيلك دور الشخص المدمر، فأنت بذلك ترتكب خطأ جسيمًا. فإذا كان الشخص الذى جرحك قد تأثر بمعاناتك حتى شعر بالذنب والندم، وسارع بإرضائك تعويضًا لك عما بدر منه تجاهك، فأغلب الظن أن هذا الشخص لم يكن ليقصد ابدًا أن يجرحك فى المقام الأول، وإن الحياة دائمًا ما تصبح معقدة عندما تخفى إحساسك بالألم فى انتظار قدوم الآخرين كى يعتذروا، فكبحك لألمك يجعلك تشعر وكأنك ضحية. إذا كنت تتوقع من الآخرين إصلاح ما أفسدوه، فإن خيبة الأمل ستلازمك، وإنك بحاجة إلى أن تصفح عن الآخرين بالقدر التى تستحق أن يصفحوا به عنك.