فى ميدان السيدة زينب وبالقرب من مسجد حفيدة رسول الله الكريم.. يكثر المريدون من الفقراء وأصحاب الحاجات، وكذلك المشردون والمتسولون واطفال الشوارع.. هؤلاء أصبحوا هدفا لأصحاب النفوس الضعيفة من تجار البشر الطامعين فى تحقيق ثروات طائلة، فأغروهم بالمال.. وفى مستشفيات فاخرة انتزعوا أعضاءهم وزرعوها فى أجساد المرضى من الأثرياء العرب والمصريين، وتحولت ساحة المسجد إلى مسرح لبيع الحمص والفشار وأيضا الأعضاء البشرية،.. محقق «فيتو» انتقل إلى الميدان العتيق وتجول فيه بحثا عن معلومات جديدة فى القضية، فاكتشف تفاصيل مذهلة يرويها فى السطور التالية: بالقرب من مسجد السيدة زينب التقى المحقق ببائع عطور يدعى «محمود حسن» وسأله عن سماسرة بيع الكلى.. بدت علامات الدهشة على وجه الرجل وهو يقول: «إنهم منتشرين فى كل مكان، وأنا شخصيا جاءنى احدهم وعرض شراء كليتى مقابل مبلغ مالى كبير، لكننى رفضت وتشاجرت معه وهددته بالشرطة لو عاد إلى مرة أخرى.. وهناك أشخاص باعوا أعضاءهم بالفعل ثم تحولوا إلى سماسرة بعد ذلك منهم سيدة تدعى وردة وزوجها، وكانوا ينتقون الأطفال المشردين والفقراء والبنات الهاربات من منازلهن لهذا الغرض».. أضاف الرجل انه شاهد رجالا ونساء وشبابا مرضى ينامون بجوار المسجد، وكان يعتقد انهم مرضى عاديون جاءوا للتبرك بالسيدة زينب او طلبا للشفاء، ولكنه اكتشف أنهم من ضحايا عمليات سرقة الكلى خرجوا من المستشفيات حديثا، ولم يجدوا مأوى فعادوا إلى الشارع وقال: «فى الفترة الأخيرة مات شابان هنا فى الميدان إثر تعرضهما لمضاعفات خطيرة بعد بيع كليتيهما». واصل المحقق تجوله فى الميدان والتقى بسيدة تدعى هدى رماح «بائعة شاى- 32 سنة».. وسألها عن حكاية تجارة الكلى المنتشرة فى المنطقة.. فأجابت: « منذ سنوات طويلة وتجارة الكلى منتشرة فى ميدان السيدة، وأنا اعرف صديقة لى تم التغرير بها وبعد ان حصلوا على كليتها لم يعطوها سوى مبلغ زهيد للغاية أنفقته على الأطباء للعلاج من آثار العملية، وأنا شخصيا عرض على بيع كليتى، وعندما رفضت وهددت بإبلاغ الشرطة، اختطفوا ابنتى فاطمة «8 سنوات» وهددونى بقتلها لو أبلغت عنهم، ولم يطلقوا سراحها الا بعد ان قدمت وعودا كثيرة بعدم الإبلاغ او التعرض لهم باى شكل من الأشكال.. وهم معروفون وكانوا يجلسون فى مقهى بشارع السد القريب من المنطقة لاصطياد الضحايا».. وأبدت سعادتها البالغة بنبأ سقوط شبكة تجارة الأعضاء البشرية قائلة: « أخيرا تخلصنا من هذا الكابوس المفزع».