مغامرة مثيرة وخطيرة خاضتها صحفية «فيتو» لاكتشاف عالم تجارة الأعضاء البشرية، تمكنت خلالها من إجراء حوار تفصيلي وسجلته بالصوت والصورة، مع واحدة من سماسرة بيع الكلى فى منطقة بشتيل بالجيزة.. السمسارة كشفت عن تفاصيل مذهلة وشرحت بالتفصيل خطوات وإجراءات العملية والمبالغ التى يحصل عليها البائع.. محقق «فيتو».. التقى بمحررة الجريدة وسألها عن تفاصيل مغامرتها وتركها تتحدث عنها بالتفصيل فقالت: كانت البداية.. عندما لاحظت انتشار عملية بيع الكلى وما يحدث فيها من نصب على الفقراء، ثم ظهور مافيا تستغل ظروف الباعة الجائلين وأطفال الشوارع والمتسولين والبنات الهاربات وتحصل على أعضائهم مقابل مبالغ زهيدة، فقررت خوض مغامرة لاكتشاف هذا العالم الغريب.. ارتديت ملابس قديمة وذهبت لإحدى الحدائق العامة وهناك اختلطت بمجموعة من البنات الهاربات وفتيات الليل بعد أن أقنعتهن بأنني هاربة من أسرتى، ثم تعرفت على سيدة تحضر للحديقة بانتظام وأقنعتها برغبتى فى بيع كليتى، فقالت إنها تعرف سمسارة فى منطقة بشتيل تعمل فى هذا المجال اسمها وفاء واعطتنى عنوانها.. قبل أن اذهب اتفقت مع صديقة لى على مرافقتى تكون مهمتها هى متابعة الحوار وتصويره باستخدام تليفون محمول دون أن يشعر أحد وبالفعل ذهبنا إلى السمسارة وفاء وكان معها هذا الحوار المثير: سألتها عن خطوات وإجراءات بيع الكلى فقالت بثقة واضحة: « الإجراءات بسيطة جدا.. وأول خطوة هى التوجه إلى «سلفتى» منال، وهى بدورنا ستصطحبنا إلى مستشفى الجنزوري بمنطقة سراى القبة، وسنلتقى برئيسة التمريض فى قسم الكلى واسمها «نادية».. وفى الخطوة الثانية ستوقعين على إيصال أمانة على بياض، وستجرى لك سلسلة من التحاليل والفحوصات الطبية تكلفتها تصل إلى 7 آلاف جنيه، والإيصال لضمان حق المستشفى فى حالة تراجعك عن اتمام العملية.. وفى الخطوة الثالثة ستعودين إلى منزل «منال» وستقيمين فيه ولن تخرجى منه إلا للمستشفى واستكمال إجراءات التبرع الرسمية، وستحصلين على مصروف يومى قدره 20 جنيها.. اما الخطوة الرابعة وهى الأهم فتبدأ عقب ظهور نتائج التحاليل والفحوصات والتأكد من خلوك من الأمراض، وتتمثل فى تزويجك صوريا من احد الأشخاص، ثم يذهب معك إلى نقابة الأطباء لتوقيع إقرار بموافقتك على التبرع بكليتك للمريض، ويوقع زوجك الصوري كضامن لك، وبمجرد حصولك على الموافقة وخروجك من النقابة تمزق قسيمة الزواج المزورة.. الخطوة الخامسة والأخيرة هى تحديد موعد لإجراء العملية فى ذات المستشفى، و ستمكثين فيه لعدة أيام تحت الملاحظة الطبية، ثم تحصلين على أموالك وإيصال الأمانة وتغادرين. تبادلت نظرة ذات مغزى مع مرافقتى تأكدت من خلالها أنها سجلت كل ما قالته السمسارة بالصوت والصورة، ثم سألت وفاء: « وكم سأتقاضى ثمنا لكليتى؟».. أجابت : « لو فصيلة دمك من نوع «أو» ستحصلين على 13 ألف جنيه، ولو كانت أى نوع آخر سيكون الثمن 12 ألف جنيه، وهذا الفرق لأن الفصيلة( أو) مطلوبة لعدد كبير من المرضى».. قلت: « ولكنى سمعت إن السعر 30 ألفا؟».. استطردت: «كان زمان.. وحاليا اللى بيبيعوا أجسادهم كتير سواء المتسولين أو البنات الهاربات من منازلهن أو الناس الغلابة، وأنا شخصيا بعت كليتى منذ فترة قصيرة مقابل 12 ألف جنيه لم أحصل منهم سوى على 9 فقط، لأننى كنت باسحب منهم ايام التحاليل، أما انت فسوف تحصلين على أموالك كاملة بعد انتهاء العملية ولن أحصل منك اى مليم، لأنك غلبانة وصعبتى علىَ».. قلت: «وهل تتقاضين مبالغ مالية على عملك هذا؟».. قالت: «طبعا.. أحصل على ألف جنيه عن كل حالة أقدمها للمستشفى.. ولو تعرفى بنات ممكن يعملوا العملية من صديقاتك هاتيهم وحلال عليك الألف جنيه».. عدت أسأل: «بالنسبة لقسيمة الزواج.. ماذا لو تم اكتشاف أنها مزورة؟».. أجابت: «اطمئنى.. المسئولون فى نقابة الأطباء مبيخدوش بالهم والموضوع كله بيخلص فى دقائق.. أيضا القسيمة بتكون مزورة كويس وصعب اكتشافها، والراجل الذى سيذهب معك للنقابة على انه زوجك فاهم دوره وبياخد 300 جنيه فى المرة». تظاهرت بالقلق والارتباك وقلت: « ولكننى خايفة أموت فى العملية أو لا احصل على أموالى بعدها؟».. ضحكت السمسارة وقالت: «يا بنتى متخافيش.. العملية بسيطة جدا ولا تستغرق سوى ربع ساعة فى غرفة العمليات.. أيضا المستشفى مستواه عالى والرعاية فيه ممتازة».. ثم وقفت على قدميها ورفعت ملابسها كاشفة عن جرح فى جانبها الأيمن وهى تقول: « شوفى الجرح بسيط ازاى».. واستطردت: «وبالنسبة للفلوس فهى مضمونة وستحصلين عليها قبل مغادرة المستشفى مع إيصال الأمانة».