أكدت الفنانة والناشطة السياسية تيسير فهمى أن النظام السياسى الحاكم الآن فى مصر، نظام يمينى متطرف قمعى، يريد أن يقمع حرية الإنسان فى كل شيء، حتى فى الكلام، حيث يريد قطيعا من الغنم يمشى خلفه، يلغى عقله وتفكيره، ويظل فى حالة من الخمول والكسل، وقالت فى حوارها ل "فيتو" إننا اعتصمنا 18 يومًا فى الميدان خلال ثورة 25 يناير، ولم تحدث حالة تحرش أو اغتصاب واحدة، وما يحدث من حالات تحرش أو اغتصاب الآن، بفعل فاعل، والمستفيد هنا هو النظام القائم، الذى يهدف لإقصاء المرأة عن المشاركة السياسية.. فإلى نص الحوار: - هل تفكرين فى عمل درامى يجسد ثورة 25 يناير؟ * مع إيمانى الشديد بأهمية الفن، وسرعة تأثيره، بما يملكة من قدرة على تغيير سلوك المجتمع، ودعمه فى القدرة على اتخاذ القرار، إلا أننى توقفت عن العمل الفنى منذ الثورة، ولن أقف أمام كاميرا إلا بعد نجاح ثورتنا فى تحقيق كل أهدافها التى انطلقت من أجلها. - إذن الثورة مستمرة؟ * الثورة أكيد مستمرة، فالثورة قامت ضد نظام فاسد، ونحن قضينا على رأس النظام، وبقيت أذنابه، وعندما تسقط نقطة دم واحدة فى الشارع لمواطن مصرى، أجزم بأن النظام قد فقد شرعيته وسقط، والآن بيننا بين ومرسى ثأر. - إذن لديك إصرار على الاستمرار لتحقيق مطالب الثورة؟ * طبعا مستمرون إلى أن تتحقق كل مطالب الثورة. - مارأيك فى حالات الاغتصاب والتحرش الممنهج التى حدثت خلال المظاهرات الأخيرة؟ * نحن اعتصمنا 18 يوما فى الميدان فى الثورة، ولم تحدث حالة تحرش أو اغتصاب واحدة، وما يحدث من حالات تحرش أو اغتصاب الآن، بفعل فاعل، أى أن هناك مستفيدا، وبالطبع المستفيد هنا هو النظام القائم، والذى يهدف لإقصاء المرأة عن المشاركة السياسية، خاصة أن البنت تستطيع أن تخرج، وتصطحب معها عائلتها كلها. - وهل هناك من يتعمد "دس" هؤلاء المتحرشين؟ * نعم.. وهم اليمين المتطرف، ومع ذلك لم تخف الفتيات من محاولات التحرش بهن وكان هناك إصرار منهن على الاستمرار فى التظاهر، متحدين هذا النظام القمعى، ومازلن يخرجن يوميا. - هل تقصدين الإخوان المسلمين؟ * مفيش حاجة اسمها الإخوان المسلمين، ولا اعترفهم إلا باسم "اليمين المتطرف"، وهو الاسم الحقيقى لهم ولأتباعهم، الذين لا يشغل بالهم سوى الزواج من الفتيات الصغيرات، وتحديد سن معين لزواج الفتاة، وماذا تلبس الفتاة.. وماذا تخلع؟.. وهناك قنوات متخلفة تابعة لهذا التيار المتطرف تبث سمومها للمشاهدين وإلهائهم، حتى يتفرغ هذا التيار اليمينى المتطرف لاستكمال سيطرته على مفاصل الدولة. - وما رأيك فى أداء بعض الشيوخ المحسوبين على تيار الإسلام السياسى، ومنهم الشيخ عبد الله بدر وأبو إسلام وصفوت حجازى؟ * هؤلاء بشر لا يقيموا، وعتابى على وسائل الإعلام التى تهتم بهم، فهى تساهم فى إلهاء الناس بهم، ويجب أن نتركهم ولا نعيرهم أى اهتمام وألا نرد عليهم، لأن ردنا سيجعل منهم مشاهير، وأناشد كل القنوات وكل الصحف ألا يهتموا بهم، والناس "فاهمة كويس" هؤلاء الشيوخ، وأنهم يعملون ضد الوطن وموجهين. - كيف تنظرين لفتاوى الشيوخ المحسوبين على تيار الإسلام السياسى بقتل بعض أعضاء "جبهة الإنقاذ" لمعارضتهم للرئيس؟ * أى شخص بلغ عمره أكثر من خمسين سنة قتله أو عدم قتله مش مهم، لكنهم يركزون على قتل الشباب، لأنهم عماد الأمة، لذلك كل همهم قتل الشباب، لأنه هو الذى سيحرر الوطن، فهو مستقبل مصر، والأساس فى قيادة هذا الوطن. - هل ترين أن الرئيس مرسى يحترم الدستور والقانون؟ * بتاع أى بلد. - مصر طبعا؟ * مش لما يبقى ولاؤه لمصر أساسا. - إذن كيف ترين حصار بعض المتظاهرين للمحكمة الدستورية العليا؟ * أنت تقصد اليمين المتطرف الإخوانى ومشتملاتهم، لأننا لم نجد من أطلق عليهم قنبلة غاز واحدة، لكننا عندما نتظاهر أمام الاتحادية لنطالب بإسقاط النظام، يتم ضربنا وتعريتنا. - هل تراخى المسئولين فى محاسبة من حاصروا المحكمة الدستورية قد يكون مبررا لآخرين لحصار المحاكم، فى حالة صدور أحكام قضائية يرفضونها؟ * هل تقصد الألتراس؟ - لا أنا أتحدث بعمومية؟ * لو كان النظام هو اللى منزلهم تحت أى اسم من المسميات، تأكد أنه سيحدث حصار، وأعرف وقتها أنهم تابعون لليمين المتطرف. - ما تقييمك لأداء "جبهة الإنقاذ"؟ * فى البداية كنا منضمين لجبهة الإنقاذ، عندما تم إنشاؤها، لأننا وجدنا فيها الأمل فى أن تتوحد المعارضة، خاصة د. البرادعى وحمدين صباحى، وكلنا طبعا فرحنا، لأنه أثناء الثورة لم يكن هناك قادة لها.. لكن مؤخرا حدثت فجوة بين "جبهة الإنقاذ" والشارع، ففى الوقت الذى كان يطالب فيه الشارع بإسقاط النظام، كنا نجد أن "جبهة الإنقاذ" تطالب بالإصلاح، ومقاطعتها للانتخابات، ومنذ أن قررت عدم مقابلة وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى"، أعتقد أن الثقة بدأت تعود بينهم والشعب. - لكن عمرو موسى التقى جون كيرى. * لا.. هو قابله بشكل شخصى. - كيف تفسرين دعوة الخارجية الأمريكية ل "جبهة الإنقاذ" بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية؟ * الآن أمريكا وأوربا وكل دول العالم هدفهم الوحيد الحفاظ على أمن إسرائيل، وما يفعله النظام الحالى يحقق الأمن والأمان لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية، وبالتالى يحقق مصالح أمريكا فى المنطقة، لذلك نجد أن أمريكا تدعمه حتى الآن، فضلا عن أن أمريكا لن تتحقق مصالحها إلا بالاستقرار الدائم فى مصر، مثلما حدث خلال الثورة، عندما شعرت بأن الشعب يصر على رحيل نظام مبارك، وأن الجيش يسانده، لذلك سحبت تاييدها له، وعندما تشعر الولاياتالمتحدة بإصرارنا على رحيل النظام الحالى، ستسحب دعمها لهذا النظام اليمينى المتطرف. - ومن المسئول عن إعادة الثقة بين المصريين بعد وجود انقسامات بينهم.. ما بين مؤيد ومعارض للنظام؟ * لا توجد انقسامات بين المصريين، فلدينا مصريين ولاؤهم لمصر، ولدينا آخرين ولاؤهم ليس لمصر، إنما لأنفسهم ولتنظيماتهم، بل لديهم عداء شديد لهذا الوطن، وهؤلاء ليس لديهم أى ولاء لمصر. - ما تقييمك لأداء الرئيس مرسى؟ * أنا أشارك الجماهير فى الشارع فى مطالبتهم برحيل النظام، وهذا ردى على سؤالك. - هل الحريات العامة تأثرت فى ظل هذا النظام؟ * لا توجد أى حريات فى ظل دستور كله عوار.. وعندما أتناقش فى سلبيات وإيجابيات نظام، إذن هناك نظام.. وفى تقديرى أنه لا يوجد نظام الآن. - هل هناك مخاوف من قبل الفنانين فى مصر على حرية الفكر والإبداع فى ظل سعى الإخوان لإقامة دولة الخلافة؟ * أولا لا يوجد هناك ما يسمى بالدولة الدينية أو دولة الخلافة، ثانيا أى نظام قمعى متطرف لازم يقمع حرية الإنسان فى كل شيء حتى فى الكلام، فهذا النظام يريد قطيعا من الغنم يمشى خلفه، يلغى عقله وتفكيره، ويظل فى حالة من الخمول والكسل. - وماهدفكم الآن من استمرار التظاهرات؟ * هدفنا هو رحيل النظام. - هل تتفقين مع بعض الآراء التى تطالب الجيش بالنزول إلى الشارع والانقلاب على الرئيس؟ * أنا شخصيا أوافق على نزول الجيش لحماية الشعب من العدوان الداخلى، من قبل تيار اليمين المتطرف والشرطة، وخير دليل على هذا العدوان هو استشهاد الكثير من المصريين، والطبيعى أن يحمى الجيش الشرعية، ومن ثم يجب عليه أن يحمينا ويساندنا، لتحقيق مطالبنا، خاصة أن هناك مواطنين نزلوا إلى الشارع بعد أن سالت دماء أبنائهم، وهذا الرئيس وجماعته فقدوا الشرعية. - أخيرا؛ ما هى الأسباب التى دعتك لتأسيس حزب "المساواة والتنمية"؟ * الهدف من إنشاء الحزب، أن يكون لدينا كيانا شرعيا نعارض تحت مظلته.