أكدت الناشطة السياسية شاهندة مقلد، القيادية فى حزب التجمع و"جبهة الإنقاذ الوطنى"، أن جماعة الإخوان قد تُقرر اغتيال الرئيس محمد مرسى، حال عدم تنفيذ تعليماتهم الصادرة من مكتب الإرشاد بالمقطم.. "مقلد"، ذات ال74 عامًا، والتى تمتلك تاريخًا نضاليًا مشرفًا، قالت فى حوارها ل "فيتو"، إن الرئيس مرسى لا يحترم القانون والدستور، كما وصفت خطاباته ب"موضوعات التعبير الضعيفة"، التى لا تحمل معنى ولا مضمونًا.. فإلى نص الحوار: - هل يوجد ما يمنع المرأة من المشاركة السياسية؟ * لا طبعًا.. فأنا أعمل فى السياسة منذ أن كان عمرى 19 عامًا، وأبلغ الآن 74عامًا، ومازلت أمارس العمل السياسى، وناضلت كثيرًا مع الفلاحين. - من يتحمل دم الشهيد الناشط مصطفى الجندى؟ * النظام طبعًا هو من يتحمل دم الشهيد مصطفى الجندى، من أول رئيس الجمهورية، حتى وزير الداخلية، ولا يعنينى من الذى قتله، لكن الذى يعنينى هو تحريض رئيس الجمهورية، الذى قال لوزيرالداخلية اضرب بيد من حديد، وأنا أعرف أن الشرطة تحمى الشعب، وليس النظام، لكن الواقع الذى نعيشه الآن يؤكد أن الشرطة ما زالت تحمى النظام. - ما مشكلة قرية "كمشيش"؟ * "كمشيش" قرية صغيرة فى محافظة المنوفية، كانت تحت حكم إقطاعى، حيث كان الإقطاعيون يسخرون الفلاحين فى الأرض، وبعد الثورة كان المفروض أن ينطبق على هؤلاء الإقطاعيين قانون الإصلاح الزراعى الأول، إلا أنه لم ينطبق عليها: لا قانون الإصلاح الزراعى الأول، ولا الثانى، ولا الثالث، فخضنا معركة من أجل أن نثبت وجود الإقطاع فى "كمشيش"، وكنت أنا والشهيد صلاح حسين وفلاحو"كمشيش" نخوض هذه المعركة، وكنت عضوة وقتها من ضمن 25 سيدة عضوًا فى الاتحاد القومى، وهو التنظيم الوحيد فى هذا الوقت، والحمد لله تم أخذ الأرض، وتوزيعها على 199 منتفعًا من أهالى قرية "كمشيش". - هل فعلا التقيت بجيفارا؟ * كان جيفارا وقتها يرافق الرئيس جمال عبد الناصر سنة1965، عندما كان عبد الناصر مرشحًا لرئاسة الجمهورية، وكان وقتها يجوب المحافظات كلها، ومن ضمن تلك المحافظات كانت محافظة المنوفية، والسادات هو الذى كان يستضيفه عنده، وحتى يذهب الرئيس عبد الناصر إليه كان من الضرورى أن يمر من قريتنا، ونحن كنا قد جهزنا أنفسنا لاستقبال عبد الناصر، وفى مرحلة قبل سنة 1962 كان فيه حاجة اسمها المؤتمر القومى، الذى أنشأ الميثاق، وكان هناك صراع يدور حول المطالبة بالعزل السياسى، ونحن كان رأيُنا أن يكون هناك عزل سياسى للإقطاعيين والرأسماليين، ومن أضيروا بقوانين يوليو الاشتراكية، فعندما صدر القانون تم عزل عدد 50 مواطنًا من قرية "كمشيش"، فكان من بينهم الشهيد صلاح حسين زوجى، وهذه هى المفارقة، وكان جيفارا مرافقًا للرئيس عبدالناصر، فقررنا أن نوقف موكب الرئيس عندنا، حيث كان الفلاحون قد أعدوا نشيدًا جميلاً للرئيس عبد الناصر بيقولوا فيه: سنين عزلونا عنك يا جمال، حرب ومصعورة شنوها علينا بالدم، غسلنا ذل الإقطاع بالروح، وفدينا ظهرك يا جمال، توجت كفاحنا حققت آمالنا والثورة أهى كملت بزيارته الغالية "كمشيش" الصامدة ضد الإقطاع، بتبايع ناصر ناصر الأحرار ناصر الثوار، وأقتحمت الموكب، وأوقفته دون أى تفكير، ورفعنا شعاراتنا بأننا نطالب برفع العزل السياسى.. والحقيقة لم يحدث أى حوار مستقل بينى وبين جيفارا، إنما هو كان مرافقًا فقط لجمال عبد الناصر. - وما ظروف اللقاء بسارتر؟ * سارتر طلب أن يزور قريتنا، فاستقبلناه فى القرية، والتقطنا معه الصور التذكارية، وكان اللواء إبراهيم بغدادى وقتها يشغل موقع محافظ المنوفية، فكان بينه وبيننا خلاف، فأراد أن يجعل من زيارة سارتر زيارة شكلية، بمعنى أن تكون زيارة احتفالية يرقص فيها الخيل، وتقدم الأغانى، والطبل والزمر، لكننا قررنا أن تكون هذه الزيارة لائقة بقرية" كمشيش"، التى سقط فيها الشهيد صلاح حسين، فرتبنا أن يحضر سارتر فى قصر الثقافة، ودار حوارًا ممتازًا بيننا، وكان هناك مظاهرات تقودها سيدات من قرية كميش، وكانت سيمون ديبوفار مزهولة، ومش قادرة تتصور أنه توجد سيدة مصرية تقود مظاهرات، وكانت سعيدة وفرحة بأن مصر فيها حركة نسائية نشطة. - من اعتدى عليك أمام قصر الاتحادية؟ * أحد رجالات الرئيس مرسى. - هل المعارضة لها مستقبل، فى ظل سيطرة تيار الإسلام السياسى على مقاليد الحكم؟ * اللى ينزل الشارع ويجوب المحافظات يعرف أن المعارضة موجودة، فلا تقتصر المعارضة على أحزاب أو كتل سياسية، بل المعارضة فى الشعب المصرى نفسه، فالكل يعارض من أجل المطالبة بالإصلاح. - ما تقييمك لأداء "جبهة الإنقاذ"؟ * "جبهة الإنقاذ" جبهة وليدة، وتشكلت تحت إرادة الشعب، والطيف الذى شكلها هو طيف متنوع، لكنه أجمع على رفضه لسياسات النظام الحالى. - إذن من يتحمل مسئولية العنف فى الشارع المصرى؟ * طبعًا النظام والرئيس الذى لا يبحث سوى عن تمكين جماعته من مفاصل الدولة. - هل الدستور الحالى انتقص من حقوق الفلاحين والمرأة؟ * الدستور الحالى انتقص من حقوق كل الفئات. - كيف تفسرين إلغاء التمييز الإيجابى للمرأة فى قوائم الانتخابات؟ * هذا توجه تيار اليمين المتطرف، والمعروف مسبقا بأنه ينظر إلى المرأة على اعتبار أنها ربة بيت وأم فقط، وليست فاعلة فى المجتمع، ومشاركة للرجل كما لا ينظر أتباع هذا التيار إلى المرأة على أن لها رؤية مجتمعية، وينظرون إلى المرأة نظرة دونية، وهذه عاداتهم. - هل ترشيح المرأة فى المراكز القيادية بجبهة الإنقاذ خطوة جيدة للمرأة؟ * بالتأكيد. - وكيف ترين وقائع التحرش التى تحدث خلال التظاهرات؟ * التحرش قضية مجتمعية ستنصلح عندما يتم توفير فرص عمل للشباب، أما التحرش الممنهج الذى يمارس مع المتظاهرات، فهذا مقصود به إرهاب السيدات والفتيات اللاتى يتظاهرن، حتى يمتنعن عن النزول فى الشوارع، فالبنت التى تتظاهر تدفع الرجل للنزول لمشاركتها فى تلك التظاهرة. - هل الرئيس مرسى يحترم الدستور والقانون؟ * بالتأكيد لا.. فالرئيس أول من خرج على القانون والدستور وأول من "حنث" باليمين. - هل مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين يحكم مصر؟ * بالتأكيد.. وكل الشواهد تؤكد ذلك. - من هو صاحب القرار الأخير فى مصر؟ * دون شك المهندس خيرت الشاطر. - كيف تقرئين خطابات الرئيس محمد مرسى؟ * كلها بلا معنى ولا مضمون. - هل يتعرض الرئيس محمد مرسى للاغتيال مستقبلاً من قبل جماعة الإخوان؟ * بالتأكيد سيتعرض الرئيس للاغتيال من قبل الإخوان، إذا امتنع عن تنفيذ تعليماتهم، لكن لا أظن أن ذلك يحدث، لأننى على يقين بأن مرسى لا يستطيع أن يخالف تعليمات جماعته. - هل تحصل جماعة الإخوان المسلمين على مقاعد فى مجلس النواب المقبل، تعادل المقاعد التى حصلوا عليها فى انتخابات مجلس الشعب الماضية؟ * إذا تمت الانتخابات بشفافية ورقابة قضائية ودولية ومحلية، وتم تعديل قانون الانتخابات الذى فصّله الإخوان لأنفسهم، واعترضت عليه المحكمة الدستورية العليا، لن يحصل الإخوان على أكثر من 15% من مقاعد مجلس النواب المقبل، وأنا أراهن على ذلك. - أخيرًا: هل "جبهة الضمير" التى أسستها قيادات من تيار الإسلام السياسى.. تم تدشينها خصيصًا لمواجهة جبهة الإنقاذ؟ * نعم.. وأناشد جبهة الضمير أن تقول لى أين ضميرها فيمن قُتل ومن سُحل ومن عُذب ومازال يعذب اليوم؟.. فلم نرَ منها بيان إدانة واحدًا ضد تلك الانتهاكات التى تحدث باستمرار، و"جبهة الضمير" جبهة مفتعلة، وأُنشئت من أجل غرض سياسى، ومحاولة لستر عورة النظام التى تجلت بوضوح أمام كل المصريين.