لعب المناضل صلاح حسين دورا بارزا في الحركة الوطنية في الخمسينيات والستينيات دفاعا عن حقوق الفلاحين في قرية كمشيش ضد الاقطاعيين واسهم في تكوين راي عام مساند لقضايا الفلاحين وهو النضال الذي قاد الي الاصلاح الزراعي. وقد دفع صلاح حياته ثمنا لما آمن به. واليوم في ذكري عيد الفلاح ننشر الأوراق غير المنشورة للمناضل المصر ي الذي يلقبه الكثيرون بجيفارا كمشيش والرسالة التي ننشرها اليوم أرسلها حسين الي صحفي لامع في تاريح الحركة الوطنية ضد الاستعمار هو الراحل وسيم خالد صاحب اهم كتاب عن حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني في الاربعينات من القرن الماضي السيد الاستاذ وسيم خالد انني أؤمن بسحق الرجعية لا بعملها سياسيا فقط ولكن هل ثوار الفلاحين بكمشيش- رمز صراع فلاحي الدلتا ضد الاقطاع- من الرجعيين اعداء الشعب حتي يعزلوا سياسيا ويعاملوا كمجرمين بتاريخ1961/12/9 نشرت مشكورا خطابا أرسلته لكم بمناسبة قرار فرض الحراسة علي أموال الإقطاعيين, ووجهت سيادتكم وما قمتم به من تحقيق صحفي صفعة الي المشككين في قدرات الفلاحين الثورية, وضربة الي المطالبين بالرحمة مع الرجعيين وبالرجعيين. وكانت وقتها اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للقوي الشعبية تناقش الميثاق. واليوم أناشدك ان تنشر خطابي هذا وتوجهه الي العابثين بتراث شعبنا المقاتل. لعلهم يذكرون او تنفعهم الذكري بألا جدوي من الوقوف في وجه التطور الحتمي للتاريخ خاصة والشعب- وفي طليعته الفلاحون والعمال- مصمم علي ان يخوض الثورة الاشتراكية الي مداها أخي الثائر وسيم أني أغمس القلم في جرح كبريائي لأكتب عن عزل أشرف مناضلين وأبسل وأفقر مقاتلين لم يركعوا للإقطاع ولم يستسلموا لنفوذه طوال عشرة اعوام. ان فلاح كمشيش الذي ضحي بحياته, و باع بقرته ودافع عن حريته, عن ثورته, يعاني اليوم شعورا مريرا من العزل السياسي الذي لحقه لسابق اعتقاله. اما لماذا اعتقل؟ وفي اي الظروف؟ هذا لا يحلو لرجال الأمن البحث عنه او لعله يتعبهم البحث فيه. فلنحتكم للتاريخ. أيقظت ثورة23 يوليو آمال التحرر في الفلاحين عامة, وبالذات في المناطق المصابة بالإقطاعية, وقريتنا كان نصيبها من الذل الاقطاعي ما لا يخطر علي بال كثير من مثقفي المدن, ومن ثم كان التناقض بين الإقطاعيين والفلاحين عميقا وحادا. كان شعار القضاء علي النظام الاقطاعي الذي رفعته الثورة بمثابة المفجر في ديناميت القهر الاقطاعي. وتحرك عمالقة الحقول يرفضون السخرة ويطالبون بالأرض المغتصبة وبالتحديد في4 سبتمبر عام1952 اندلعت ثورة الفلاحين بكمشيش, والحق اقول إنه لم يكن يخطر ببالنا وقتها- وقد صارت للفلاحين ثورة ودولة- ان الامر سيستنفد منا عشرة اعوام من القتال. بل كان يقيننا أنها أيام وبعض من الضحايا ثم يصفي الوضع ثوريا, لكن المرتزقة ومن خلفهم مخلفات اجهزة الحكم الرجعي الغابر انتهزوا فرصة انشغال الثورة بالجبهة الخارجية وانقضوا علينا محاولين تصفية الوضع لحساب الاقطاع خلف حلول إصلاحية مشبعة بالحرص علي إخفاء مشكلة الارض. وبديهي أن هذه الحلول المكشوفة استثارت نفوس الفلاحين المتعطشة منذ القدم الي الحرية الحقيقية. حرية لقمة العيش وكيف لهم بها والأرض قد صارت ملكا للإقطاعيين منذ خيانتهم ثورة عرابي. من هنا دارت المعركة حول الارض وفوق الارض سقط شهداء الفلاحين يحتضنون التراب الأسمر وذهب الآخرون الي المعتقلات باسم الأمن وعزلت القرية عن رحمة الثورة الام. لكن الفلاحين وقد داسوا نظام السخرة واستنشقوا نسمات الحرية لم يهابوا شيئا, مضوا يقاتلون مرتزقة العربان ومحترفي الأجرام الذين حشدهم الاقطاع لسحقهم. مضوا يناضلون ليكسروا ذلك الحصار الرجعي ويكشفوا تآمر الاقطاع علي الثورة وتهربه من قانون الاصلاح الزراعي حتي صار الامر بيد ناصر شخصيا ففرض حراسه الثورة علي أموالهم. وفي15نوفمبر1962 تم توزيع الارض وبهذا أرسي الأساس المادي لثورة الفلاحين بكمشيش, وانهار نفوذ الفقي عميد اقطاعي المنوفية وافظع جلاد للفلاحين عرفته مصر وانهار معه العزل الحقيقي الذي أدي لاعتقال اول وأصلب من ايد الثورة. افبعد هذا وفي فجر الثورة الاشتراكية التي ناضلنا من اجلها نقف والإقطاعيين في حظيرة اعداء الشعب ؟ محال ان يسوي العزل بين من خاضوا غمار المعارك حماية للثورة وبين من كان يروج الإشاعات بعودة الملكية. محال ان يسوي بين من حمل السلاح عام56 دفاعا عن الثورة والوطن وبين الإقطاعيين الذين اطلقوا النار وقتها علي الطلبة والفلاحين. محال ان يسوي العزل بين من طالبوا بالتطوع لسحق قوة قطنه العميلة وبين من هلل واقام الأفراح للانفصال. محال ان يظل اسم الشهيد عبد الحميد عنتر وغيره من الطليعة المكافحة في عداد المعزولين السياسيين. لقد ذقنا مرارة العزل الحقيقي يوم ان كان للقطاع ارض ونفوذ وعملاء ومن المهانة ان نجربه وفي السويداء زعيم اعلن رفضه مهادنة الاقطاع والرجعية. وسلام لكم من قلبي الجريح سلام بقلمك الشجاع معزول سياسي من صميم الشعب صلاح حسين