المناضلة شاهندة مقلد.. سيدة ذات طابع خاص اختارت منذ نصف قرن مناصرة فقراء الفلاحين ضد قوي الظلم والفساد والقمع، صدر ضدها أخيرا حكم بتغريمها 10 آلاف جنيه في دعوي السب والقذف المقامة من عائلة الفقي الذين وصفتهم في كتابها «من أوراق شاهندا مقلد» بالاقطاعيين إلا أنها قررت عقب صدور الحكم كتابة الجزء الثاني لتطلق عليه من «أوراق كمشيش» ليصدر موثقا وقاطع الدلالة في عرض تاريخ تلك القرية التي واجهت الاقطاع، مؤكدة أن كل إنسان له موقف وتقول: منذ بداية حياتي أخترت طريقي ورغم تجاوزها العقد السابع من عمرها إلا أنها مازالت علي صمودها وصلابتها في مواقفها، فكلما زادت عليها المحن، ازدادت قوة وكبرياء حتي إنها واجهت خبر مقتل نجلها «وسيم» في روسيا - والذي لم تضع له التحقيقات نهاية حتي الآن - بصمود وقوة وواجهت من قبل استشهاد زوجها المناضل السياسي صلاح حسين في حرب الاستنزاف بكل صلابة وقوة، امرأة مصرية من معدن خاص، كما تشبه حبات اللؤلؤ النادرة التي تحتاج إلي غواص ماهر حتي يمكنه اكتشافه، ولدت مقلد في عام 1938 لأب ضابط وطني، ذو ميول وفدية، ورثت عنه النضال والوطنية والإيمان بالمبادئ التي دفعت ثمنها كثيرا، ومازالت ترفض الظلم بكل أشكاله، ولأنها لا تحب الكذب شهدت مقلد علي زوجها صلاح حسين أثناء اتهامه بالثورة علي الاقطاع وعندما عرضت عليها محافظة المنوفية اطلاق اسمها علي قرية كمشيش التي واجهت الاقطاع وسيطرة الأغنياء علي الفقراء من الفلاحين والاساءة لهم - رفضت لأنها تري أن كمشيش بلد النضال والحرية وأنها أولي باسمها الذي يحفظه تاريخها النضالي في مواجهة الاقطاع. حصلت شاهندا مقلد والفلاحون علي 4 مقاعد من أصل عشرة في الاتحاد القومي لتوزع الأرض التي صادرتها الدولة من الاقطاعيين علي الفلاحين والتي وزعوها من قبل علي 199 منتفعا ليهربوا من مصادرة الدولة لها وفقا لقانون الإصلاح الزراعي لتناضل من داخل كمشيش من خلال فضحها لممارسات الاقطاع إلي أن فرضت الحراسة علي أموالهم.