يوافق اليوم الخميس، ذكرى عيد من أهم الأعياد القومية التي تعبر عن تاريخ وطن وشعب قاوم الاحتلال 74 عاما، فاستحق أن ينتصر ويصبح له عيد تتذكره الأجيال القادمة، ويتعلم منه الجميع أن للظلم نهاية وللاحتلال أيضا نهاية. نتذكر اليوم تاريخ جلاء آخر جندي إنجليزي عن الأراضي المصرية في 18 يونيو 1956، نتيجة اتفاقية الجلاء بين مصر وبريطانيا، فكان اليوم هو عيد الجلاء، مناسبة لن ينساها المصريون. مصر المحتلة عانت مصر على امتداد تاريخها من أطماع المستعمرين والمحتلين، فشهدت احتلالات عديدة على مدى تاريخها، يقول البعض بحسابات تاريخية إنها تصل إلى 70 احتلالًا، ربما كان أطولها وأقساها وأبشعها هو الاحتلال الإنجليزي، الذي دخل بمعونة ومؤازرة الخديو توفيق، وخرج على أيدي ثوار يوليو بقيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر. معاهدة 36 وقع مصطفى النحاس باشا معاهدة الصداقة والتحالف مع بريطانيا، التي حددت وجود القوات البريطانية في منطقة القناة وحدها، ووعدت بريطانيا بإتمام الجلاء الكامل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، لكن لم يحدث ذلك، ما جعل النحاس يعلن إلغاء المعاهدة بكلمته الشهيرة «من أجل مصر وقعت المعاهدة، ومن أجل مصر ألغيها»، وبذلك أصبح وجود قوات الاحتلال في مصر غير شرعي. الجندي الأخير ظل الاحتلال الإنجليزي للبلاد لما يقرب من 72 عامًا، حتى قيام ثورة يوليو 1952 بقيادة تنظيم الضباط الأحرار؛ حيث كان الهدف الرئيسي للثورة هو تحرير مصر من الاحتلال البريطاني، بعد أن أثبتت الأحداث أن معاهدة 1936 لم تحقق الاستقلال. بدأت المفاوضات النهائية لتوقيع اتفاقية الجلاء في 27 أبريل 1953، واستمرت لمدة خمسة عشر شهرًا بشكل متقطّع، انتهت في 27 يوليو 1954، وانتهت بتوقيع جمال عبد الناصر على اتفاقية الجلاء، وفي 19 أكتوبر 1954 أُذيع بيان بمناسبة التصديق على الاتفاقية، وفي 13 يونيو 1956 غادرت بورسعيد الباخرة البريطانية "إيفان جب"، وعلى ظهرها آخر فوج من العساكر الإنجليزيين الذين كانوا في مبنى البحرية في بورسعيد، ورفع الزعيم الراحل عبد الناصر علم مصر على المبنى في 18 يونيو.