سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. «الفول المدمس مسمار بطن المصريين».. الدراسات الإحصائية تكشف: تناوله بانتظام يحمي من الإصابة بسرطان الفم.. السودانيون يعرفونه ب «حبيب الشعب».. وسكان البحر الأبيض يطلقون عليه «لحم الفقراء»
في مكانه المعتاد وقف على مقربة من رفيق دربه، وقبل أن ينشر الفجر خيوطه البيضاء معلنًا لحظات الإمساك عن الطعام، تجمع من حوله العشرات يبتغون مآربهم في الظفر بطبق يواجهون به ساعات الصيام الطويلة.. «الفول» أكلة شعبية عرفها المصريون منذ عهد الفراعنة، عشقه «الغني» فسمح لحباته أن تتسلل إلى مائدته المكتظة بشتي أنواع الطعام، واتخذه الفقير خليلًا له في كل فصول العام، فهو يلهيه عن آلام الجوع، إلا أنه في رمضان له طعم خاص عند الجميع. أصل الكلمة كلمة «فول»، هي كلمة مصرية قديمة، و«مدمس» كلمة قبطية معناها «المطمور» أو «المطبوخ تحت الأرض»، وقد تعددت الأقوال التاريخية حول مدي عشق المصريين لأكل الفول المدمس، الذي يعد الطبق الوطنى الأول عند غالبية الشعب، باعتباره أكلة يرجع تاريخها لآلاف السنين، إلا أن المؤرخ «هيرودوت» ذكر في كتابه "التواريخ" أن «المصريين لا يحبون أكل الفول، للدرجة التي جعلتهم يشمئزوا منه، ولا يستطيعون النظر إليه»، قائلًا: بأن هذا ينفي الاعتقاد السائد بأن الفول أكلة مصرية قديمة، بينما ذكر مؤرخو مصر في العصور الوسطى، أن «الفول المدمس كان الوجبة المميزة في مصر في العصور الوسطى». فوائد الفول للفول المدمس عدة فوائد من أهمها أنه غني بالألياف، والسكريات، والبروتين، والنشا، والأحماض العضوية، والأحماض الأمينية، والخمائر، والعديد من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم، والبوتاسيوم، والفوسفور، والحديد، والمنجنيز، والزنك. كما أنه يقاوم التوتر والإجهاد الذي يصيب الجسم، ويحتوي على مركبات كيماوية معقدة تقاوم أمراض السرطان في الجسم، بالإضافة إلى عناصر مضادة للأكسدة تساعد على إبطاء تطور الأورام الخبيثة، وعناصر تساعد الخلايا السليمة التي تحمي جزيئات ال«DNA»، وقد دلت الدراسات الإحصائية أن من يتناول الفول بانتظام قلما يصاب بسرطان الفم، والغدد الثديية، وسرطان البنكرياس. كما أن عملية هضم السكر الموجود في الفول تتم بسرعة مما يحول دون زيادة نسبة السكر في الدم، بجانب إفادته للقلب، فهو يخفض الكولسترول الضار، ويرفع نسبة الكولسترول النافع، فمن اعتاد على أكل الفول لا يعاني من مرض السكري ولا يحتاج إلى أنسولين. مكافحة الإمساك وقشور الفول تكافح الإمساك الذي يصيب الجسم، فالمعدة تعالجه بعصاراتها مدة طويلة، وهذا هو السبب في الشعور بالامتلاء الذي يشعر به آكل الفول، وقد عبر العامة من المصريين عن ذلك بقولهم «إن الفول مسمار البطن»، ولذا ينصح الإخصائيون من يشكون ضعفًا في المعدة أو عسرًا في الهضم، أو التهابًا في الأمعاء، أن يقشروا الفول الذي يتناولونه وذلك قبل تدميسه ومزجه بالحمص والزيت وأن يأكلوه بدون قشر. والفول الغني بالألياف التي تذوب في الماء ينظم عملية امتصاص الطعام مما يساعد مرضى السكري في تنظيم وجباتهم اليومية، فهو يحافظ على مستوى السكر في الدم، كما أنه غني بالحديد ويكاد يضاهي السمك، واللحم الأبيض، لذلك يعتبر غذاء مفيدا للنساء الحوامل، وهو غني بالبوتاسيوم الذي ينظم ويخفض ضغط الدم، كما أنه يحتوي على مواد تقوي مناعة الجسم ضد الأمراض المختلفة. البحر الأبيض وقد لعب الفول، دورًا مهمًا في تغذية سكان حوض البحر الأبيض المتوسط، حتى أطلق عليه اسم «لحم الفقير»، وفي السودان يعد وجبة رئيسية، ويطلق عليه «حبيب الشعب».