من المؤكد أن ثمة أفكار وأجواء عامة تسيطر على المواطن المصرى مفادها أنه ينتمى لدرجة أدنى أقل أهمية عند الحكومة والتي يقصد بها النظام الحاكم في مصر، ومن المؤكد أيضا أن تلك الأجواء والأفكار ترسخت عند النظام نفسه بأنه هناك فئات يجب أن تكون لها الحظوة في كل شىء واقتنع الاثنان بأن هذا من سنن الكون الطبيعية أو التطور الطبيعى للحالة المصرية..على اعتبار أن مصر حالة متفردة وغريبة عن باقى دول العالم مع أنها تصف نفسها بأنها أم الدنيا أو هكذا يصفها حكامها وشعبها أيضا. لكن أم الدنيا جاء لها رجل تمتع بشعبية هائلة منذ عامين عندما أزاح تنظيم الإخوان من الحكم بعدما حاول الهيمنة عليها بمفرده وارتكب خطأه الفادح بمحاولة إقامة دولة العشيرة والأهل والسيادة على مجتمع عانى ومازال حتى يومه هذا، من هيمنة دولة القلة المميزة أو السادة عليه، المهم أن مجىء هذا الرجل وهو الفريق السيسي وقتها كان مبعث أمل لك لمن يشعر بالتمييز السلبى والحنين لدولة العدالة الاجتماعية والمساواة التي سمع عنها في الستينيات أثناء حكم ناصر خاصة بعد أن قام الرجل بذكاء بالربط بينه وبين الزعيم الراحل متوددا لشعبه مخاطبا إياه بأنهم (نور عينيه) حتى قبل الترشح للرئاسة بفترة طويلة. ما بين تندر على تلك الكلمة أو تصديق لها جاء المشير وسط تأييد كبير لا ينكره أشد معرضيه ولكن للأسف انقطع التواصل بين الرجل وبين نور عينيه وانحصرت دائرة معرفته في شكل تقارير أغلبها إعلامي ينقله أناس لا ينتمون للأغلبية المصرية التي تطلعت كثيرا للعدل والمساواة ولكنها لم تجد سوى معاناة يومية بفضل حزمة قوانين منحازة للأقوياء في مصر وهم دوائر رأس المال والسلطة... وهنا يجب أن يعرف الرئيس ما يقال حاليا في الشارع عنه وعن سياساته وإنحيازاته وهو كلام مهم لا يسمعه بالطبع ولن يسمعه من أحد من المقربين له أو من إعلام الطبلة والدف والنفاق الذي يضر بالرئيس وبأى رئيس في مكانه. (طيب هو لنا إحنا مفيش معنديش ولهم 30 % زيادة..ما هو لو كنا نور عنيه بجد كان شاف لنا حل في زيادة أسعار كل حاجة.... يا عم أنت بتصدق الكلام ده، دى بلد سادة وعبيد زى ما قال الوزير الجديد بالضبط، طيب والله راجل صادق وجاب من الآخر! طيب استنى يا حلو زيادة الكهرباء وبيقولوا كمان البنزين في شهر سبعة ال جاى...يرد أحدهم شامتا في مؤيد سابق للرئيس ول30 يونيو ).. هذا مثال لما يتداوله الناس ( العاديين ) في الشارع المصرى والذي لن يجد من ينقله للرئيس أو لدائرة الحكم ظنا أن في كتمانه والمدراه عليه خدمة للرئيس والنظام والحكومة على اعتبار أننا نعتبر الثلاثة واحد أو أنهم مترابطون معا بعوامل ومصالح كثيرة ! فإذا كان ناقل الكفر ليس بكافر فإن ناقل الواقع للرئيس ليس بخائن أومتآمر أو إخوانى أو طابور خامس أو عضو في حروب الجيل الرابع كما يصورهم دوما حاملو الدف والمزمار والبخور لرؤساء مصر الذين يتم إبعادهم عن المواطنين واقعيا وإخباريا.. لا يا سيادة الرئيس الوضع سىء والناس تعانى وينتقدون منح زيادات للقضاة ولجهات مهيمنة في الدولة بينما هم يعانون من ضآلة رواتبهم وإنفلات في الأسعار وهيمنة رءوس أموال رجال الأعمال الذين لم يقفوا بجانب مصر ولا بجانب رئيسها وتركوا أرضها خربة ولم يساهموا في صندوق واحد لخدمة الدولة. لا يا سيادة الرئيس، الوضع صعب ويجب اتخاذ قرارات شعبية تخفف المعاناة عن المواطنين العاديين الذين يفرحون بزجاجة زيت مخفضة الثمن إن وجدوها ويصطفون من الفجرية في طابور الخبز المدعم لأنهم لا يستطيعون شراء غيره... لا ياسيادة الرئيس شعبيتك لم تعد مثل سابقها القريب ومعاناة من لا صوت لهم تزداد و لكن إعلام كله تمام يا رئيسنا لا نقلها ويسهم فى انخفاض شعبيتك ولن يكون الفنانون أو الممثلون أو مقدمو البرامج أو لاعبو الكرة الحاليون أو المعتزلون من أصحاب الملايين هم الفئة الممثلة لشعب مصر، هؤلاء لا يمثلون المصريين العاديين والذين لا يملكون سلطانا أو جاها أو ثروة أو حتى بوقا إعلاميا... اللهم بلغت اللهم فإشهد. [email protected]