قرية «جبل الطير» اعتادت النوم آمنة مطمئنة فى أحضان الجبل الشرقى - بمركز سمالوط بالمنيا - إلى أن حل عام 9002، حيث بدأ العمل بمحاجر الحديد والصلب، ومن وقتها والتفجيرات فى المحاجر تصيب الأهالى بالذعر ومنازلهم بالتصدعات والشقوق الغائرة. علاء الدين الطهناوي، أحد أبناء القرية «54 عاماً» اصطحبنى إلى عدد كبير من المنازل حيث التصدعات مرعبة، والأهالى ينتظرون سقوط بيوتهم فوق رؤوسهم. علاء أوضح أن محافظة المنيا وفرت عدداً من الوحدات السكنية لتهجير الأهالى من قريتهم إلى قرية مجاورة، وأمرت بإخلاء البيوت. بدوره تساءل شيخ القرية صابر العمدة: كيف يتم تهجيرنا ولماذا يصرون على إجراء التفجيرات التى تصيبنا بالرعب الشديد، لماذا يقتلعوننا من أراضينا وبيوتنا ويتركون من يقومون بالتفجيرات، ولماذا نترك أراضينا الزراعية لنسكن فى قرية بعيدة؟ مدير مؤسسة «الحياة الأفضل» ماهر بشرى يؤكد أن أول دفعة من الأسر التى تصدعت بيوتهم كان 681 أسرة تضم نحو ألف فرد، حرموهم من السكن الآمن، تصدعت منازلهم بحيث يستحيل ترميمها، ويجب بناؤها من جديد، بينما الأهالى لا يرغبون فى البناء خشية تكرار تصدع منازلهم، أما الأسر الفقيرة فلا يملكون رفاهية شراء بيوت جديدة، استسلموا للأمر الواقع، ينتظرون انهيار بيوتهم فوق رؤوسهم فى أى لحظة. بشرى مضيفاً: مأساة الأهالى لا تتوقف عند تصدع منازلهم، بل فى حرمانهم من المياه لساعات طويلة، فقرية «جبل الطير» وتوابعها الأربعة يصلها خط مياه قطره ست بوصات، وأربعة آلاف مواطن يعانون، فالقرية وتوابعها فى مكان مرتفع. فيما يقول جاد عويس «مدرس»: المدرسة الوحيدة للتعليم الاساسى محرومة من المياه، فالأبرياء الصغار لا يشربون طوال 6 ساعات يقضونها فى المدرسة، وتقوم سيدات القرية بالنزول من الجبل لملء جراكن المياه من مناطق أخري، ثم الصعود بالمياه لبيوتهن لانجاز أعمالهن المنزلية من طهى وتنظيف وغيرها.