وصلتني رسالة من شاب يقول: تعرفت على فتاة ووجدت فيها العديد من الصفات الرائعة التي جذبتني إليها وأحببتها حبًا كبيرًا مدة أربع سنوات، وكانت المرة الأولى التي تعلقت فيها بفتاة وتمنيت أن تشاركني بقية حياتي. تقدمت لخطبتها فوافقت هي ووالداها، إلا أن بعض أهلها وقفوا ضد زواجنا، ورفضوني لأن الله ابتلاني بعاهة، وقفت بجانبي لكن قالت إن الزواج في عائلتهم لا يمكن إتمامه إلا بموافقة الجميع، وأنها تحاول إقناعهم جاهدة، فانتظرت طويلًا وصبرت لأني أحبها، لكن دون جدوى. ومنذ فترة بدأت ألاحظ تغيرًا من جانبها وفتورا في مشاعرها، وينتابني شعور أليم لأنها لم تعد مهتمة بارتباطنا، لكني مازلت أحبها ولا أتصور حياتي بدونها، ثم تعرفت على فتاة عن طريق ال "فيس بوك"، وجدتها طيبة جدًا ومثقفة بالرغم من أنها غير حاصلة على شهادة جامعية، أحبتني ولم تهتم بعيبي هذا، ساندتني وأبدت موافقة على الارتباط بي وقالت لي إنه اختيارها فهي التي ستعيش معي لا أهلها، أحبتني وتقبلتني على حالي. والحقيقة أشعر براحة كبيرة كلما قابلتها أو تحدثت معها، والآن أجدني محتارا بين واحدة أحببتها ومازلت وأتمنى أن تعود مشاعرها تجاهي كما كانت، لكنها لم تعد متمسكة بي، وبين أخرى أحبتني وتدعمني ولا تهتم بعيبي كأنه لم يكن بل مستعدة لمواجهة الدنيا من أجلي، حيرتي ستقتلني فكيف أتصرف؟ ولصاحب هذه الرسالة أقول: أرى أنك تعلقت بالفتاة الأولى لأنها قبلتك بالرغم من ظروفك، وكأنك وجدتها شيئًا كثيرًا عليك فهي ذات صفات متميزة ورائعة كما وصفتها، ثم تعلقت بك، ونظرت إليها بامتنان وتعجبت في نفسك كيف قبلتك، ثم وجدت أنها تقف بجانبك وتحاول إقناع عائلتها كما قالت لك، فانتظرت طويلًا لكن دون جدوى ثم بدأت تشعر بفتور عاطفتها تجاهك، لذلك وبعد هذه السنوات التي تعودت فيها على اهتمامها ترى اليوم البعد عنها مستحيلا ولا تقوى على فراقها حتى بعد تحول مشاعرها، باختصار أراك أسير جميلها الذي تعتقده وهو سراب، تراه دينًا في رقبتك وفي الحقيقة أراه عكس ذلك. واجه نفسك أخي، وأجب على هذه التساؤلات لتصل بنفسك للحقيقة: - هل حقًا هذه الفتاة تحبك؟ - هل يوافق والداها عليك فعلًا؟ - أي زيجة تلك التي تتوقف كل هذه المدة لمجرد رفض بعض أفراد من العائلة؟ - هل من الممكن أن تنتظر أكثر من ذلك؟.. وما الذي تنتظره منها وقد تغيرت مشاعرها تجاهك؟ ما أفهمه أخي أن الحب الحقيقي يكون بدون أسباب، وإلا زال الحب بزوال السبب، والحب الصادق لا يتغير بتغير الظروف، ما أفهمه أخي أن المشاعر الحقيقية تكون بالأفعال لا بالكلام والوعود. أما عن الفتاة التي تعرفت عليها من خلال الفيس بوك، فأرى أن تضع مؤهلاتها الدراسية جانبًا ولا تنظر لهذه النقطة على أنها نقص فيها، ولتنظر لمشاعرها تجاهك التي تترجمها أفعالها وكم تتمسك بك بالفعل، فاستعدادها للمواجهة يعني إيمانها بك وتمسكها بالارتباط بك، ولتضع في الاعتبار مسألة ارتياحك النفسي عند لقائها، وأهم ما أوصيك به ألا تنظر لنفسك على أنك معيوب وأنه من العجب أن تعجب بك فتاة. الخلاصة: تخليها عنك وأنتما مازلتما على البر أمر لا يبشر بحياة زوجية سعيدة مستقرة، ولتتخيل معي ماذا لو تزوجتما وشعرت بها تنظر إليك يومًا على أنك عبء عليها أو تشعر للحظة بندمها. عليك أن تحسم أمرك، ولو اخترت حبك الأول فعليك بفتح حوار معها بمنتهى الصراحة لتوضيح موقفها وأسرتها، ولو كان الاختيار لصالح الفتاة التي تتمسك بك فعليك بغلق صفحة الماضي، ولتبدأ حياتك من جديد مع من اخترتها شريكة حياتك. [email protected]